العسيري وأوهام الــ3000$
د.أحمد صالح النهمي
في حديثه مع قناة (RT) الروسية أعاد ناطق تحالف العدوان على اليمن (العسيري) أسباب تدفق اليمنيين إلى جبهات القتال واستبسالهم في مواجهة العدوان الخارجي ومرتزقته إلى حجم الأموال التي تدفع لهم، فقد ادعى أن جماعة أنصار الله (الحوثيين) تدفع أجرة لكل مقاتل قدرها مائة دولار عن اليوم الواحد، أي بمرتب شهري يبلغ ثلاثة آلاف دولار، وهو ما يعادل أكثر من سبعمائة ألف ريال يمني .
ومثلما يكشف مثل هذا التصريح عن حجم الأوهام التي يبني عليها قادة التحالف العدواني حساباتهم وسوء تقديراتهم في عدوانهم على اليمن فإنه يكشف من جهة أخرى حجم الأزمة الكبيرة التي يعانونها في الحصول على الأفراد المقاتلين من داخل أوطانهم ، لا سيما بعد أن تلقت مجاميعهم العسكرية التي أرسلوا بها إلى الأراضي اليمنية ضربات موجعة على أيدي الجيش واللجان الشعبية في أكثر من منطقة يمنية، وعاد الكثير منهم جثثا متفحمة مطوية في صناديق الموت، في مشاهد خالدة تؤكد أن اليمن ما زالت على عهدها مقبرة الغزاة .
لقد فشلت أمام هذه المشاهد الحوافز التشجيعية النقدية والوظيفية والسكنية التي أعلنت عنها أنظمة المملكة والخليج في بداية العدوان تحت عنوان (مشروع شهيد)، ولم يعد لها قيمة في استقطاب المقاتلين للمشاركة في عدوانهم، وهو ما دفع هذه الأنظمة إلى استئجار من يقاتلون عنهم ويدافعون عن حدودهم من الدول المرتزقة والشركات المختلفة، في الوقت الذي يهب المقاتلون اليمنيون ــ زرافاتٍ ووحدانا ـــ بشكل طوعي للالتحاق بجبهات المواجهة وميادين الشرف .
إن من يشن حربا عدوانية بالوكالة عن غيره، ويتعاطى في شراء المقاتلين بلغة الأرقام المالية وحسابات المنفعة ، لا شك أنه يصعب عليه فعلا أن يستوعب لماذا يندفع شباب اليمن طواعية للالتحاق بكتائب الجيش واللجان الشعبية في كل جبهات المقاومة للغزاة والمرتزقة ؟فهو لا يفهم ما معنى التضحية في سبيل الوطن، وليس قي صفحات قاموسه من يبذل النفس رخيصة من أجل وطنه وسلامة أراضيه، إيمانا بعدالة قضيته وحقه المشروع في الذود عن طهارة تربة بلده ومواجهة الغزاة والمحتلين.
لا غرابة أن ينكسر هذا التحالف العدواني بعتاده الكبير وآلاته الحديثة أمام المقاتل اليمني، لأنه بكل بساطة يفتقر إلى مشروعية الحرب وعدالة القضية، كما يفتقر إلى الحد الأدنى من أخلاقيات الحرب، فهو لا يتورع عن ارتكاب مجازره الوحشية على مدى أكثر من ثلاثمائة يوم بحق المدنيين الذين يقصفهم بغاراته وهم آمنون في منازلهم وفي أسواقهم وفي مدارسهم ومستشفياتهم، وحيثما يكونون:
لا تسألي يا ريحُ، كيف تلبَّستْ
حلفَ الغزاة هزيمةٌ نكراءُ
كيف اعتلى الحافي يدكُّ حصونَهم
ويفرُّ قبلَ قدومِهِ الجُبَنَاءُ
وتهاوَتْ (الإبرامز) صرعى تحته
فكأنها في أخمصيه حذاءُ .
. فالنصر ليس لحاقد متكبرِ
آلاتُهُ مغرورة عمياءُ
النصر معقودٌ بعدلِ قضيةٍ
ترجو الخلاصَ وفتيةٌ شرفاءُ
إن يلتقوا بالنصر هم راياته
أو يلتقوا بالموت فالشهداءُ