كلهــم دو اعـــش
أحمد يحيى الديلمي
ها هي الأيام والمنحدر الذي انزلقت إليه اتجاهات العدوان الأمريكي السعودي الهمجي السافر على اليمن تؤكد صوابية الرؤية التي تحدث عنها الكثير من اليمنيين منذ الوهلة الأولى للقصف على المدن اليمنية من قبل ما يسمى بقوات التحالف العربي بقيادة السعودية .. حدث شبه اتفاق بين اليمنيين على عدة حقائق أهمها :
* إن العدوان لم يكن وليد اللحظة بل تم الإعداد له في وقت مبكر على الأقل قبل ثلاثة أشهر وأنه تم الإعداد والتحضير ووضع الخطط للعدوان في أروقة البنتاغون بواشنطن كما جاء على لسان الجبير وزير الخارجية السعودي عندما أعلن عن انطلاق الغارات الجوية على اليمن من واشنطن موقع عمله كسفير لبلاده في أمريكا .
الجديد في هذا الجانب انكشاف دور بريطانيا والكيان الصهيوني .
* إن الجماعات الإرهابية ( القاعدة – داعش – أنصار الشريعة وغيرها ) لا تعدو عن كونها قوة احتياطية جاهزة لأن تلعب الدور المنوط بها عندما يطلب منها وتقتضي الظروف حضورها .
إزاء الرؤية الأولى ندرك أن تصريحات وزيرا خارجية أمريكا وبريطانيا جاء بمثابة تحصيل حاصل وإمعان في الصلافة .
بينما تكشف طبيعة الأحداث في المحافظات الجنوبية ولشرقية مصداقية الرؤية الثانية فأي محافظة تخضع لسيطرة المرتزقة والعملاء مما يسمى بأنصار هادي لا تمثل سوى خطوة استباقية تمهد لحضور الجماعات الإرهابية وتحكمها في شؤون هذه المنطقة بلا منازع ما يثير السخرية أن السعودية وأمريكا المشاركة في ما يسمى بالتحالف الدولي ضد الإرهاب .
هما من يسهلا توافد العناصر الإرهابية من أصقاع العالم إلى اليمن . ويقدما كافة التسهيلات والدعم المادي واللوجستي لهذه الجماعات مقابل تجاهل جرائم الاغتيالات والممارسات اللاإنسانية البشعة من قبل هذه الجماعات كما يحدث في المكلا ، وعدن ، وأبين وأخيراً لحج. التي سقطت بيد الجماعات فأكدت تعاظم القدرات والإمكانيات .
فماذا نسمي هذه نحن في اليمن لا نستغرب مثل هذه السيناريوهات لأن القناعة راسخة لدى معظم اليمنيين أن القاعدة أو داعش مولود سعودي الفكر والتمويل المالي وربيب لأمريكا في الرعاية والتوجيه والتوظيف النفعي . المشكلة تكمن في انخداع الكثير من دول العالم بمثل هذه الأكاذيب وكم أتمنى أن يتساءل كل مخدوع مع نفسه .
لماذا لم تحدث أي مواجهة بين القوات الموالية للدنبوع وهذه الجماعات رغم أنها تقتل وتنهب وتدمر مع ذلك لم نسمع أي رد فعل من المرتزقة المحليين والأجانب ! ما الذي يجري في عدن ؟ أين الشرعية ؟ أين الحكومة ؟ أين الجيش والمقاومة ؟ أين التحالف ؟ أين البلاك ووتر ؟ أين ثم أين ؟ كلهـــــــــم دواعــــــــــش .
بالمقابل لم نسمع أن ما يسمى بقوات الحالف العربي الذي تقوده السعودية شنت ولو غارة واحدة على مواقع أي من الجماعات الإرهابية في المدن التي تسيطر عليها مع أن مواقعها مكشوفة وأنها تمارس ما تقوم به في وضح النهار كأن دور ما يسمى بقوات التحالف من المرتزقة الأجانب والعملاء اليمنيين مكلفين بحماية هذه الجماعات ودعمها لبسط نفوذها على أكبر نطاق من مساحة الوطن الجغرافية .. وهي حالة استباقيه تكشف المرامي الخبيثة لقوى العدوان الهادفة إلى توفير مقومات الحرب الأهلية طويلة المدى بما تمثله الصورة من خطورة كبيرة تهدد مستقبل الوطن وهي لعبة دموية قذرة لا تستند إلى أي قيم إنسانية وتفتقر إلى أبسط الضوابط الأخلاقية .
ما يثير الدهشة والريبة معاً أن العالم لا يزال سادر في الغي وأنه يتعاطى مع القضية بسلبية تصل إلى حد التواطؤ أو المشاركة الفعلية في قتل الشعب اليمني وهدم كل شيء فيه فهل من صحوة ضمير إنساني ؟
كيمنيين نحس أن الوفرة المالية الكبيرة أشترت كل شيء حتى الضمائر .. مع ذلك لا خيار لنا سوى المزيد من الصمود والثبات والرهان على الله سبحانه وتعالى وعلى المقاتلين الأبطال من أفراد الجيش واللجان الشعبية ، وإنا لله وإنا إليه راجعون .