أسألوا التاريخ عني .. أنا يمني
محمد خالد عنتر
لو لم أكن يمنياً .. لوددت أن أكون كذلك ..
لو لم أكن يمنياً لنازعت اليمنيين في هويتهم واستعنت بالغريب والقريب كي أحصل على الجنسية اليمنية ..
لو لم أكن يمنياً .. لحللت في اليمن وعشت بين أهلها وشت مائها وتنفست هوائها ..
ولكن أحمد الله .. فأنا بالفعل يمني ..
نحن لسنا أغنياء .. ولم ننل التنمية الكافية .. كما أننا لم نكن نشكل ثقلاً كبيراً في موازين القوى العالمية ..
ولكننا مع ذلك أدهشنا أنفسنا قبل أن ندهش العالم ..
أدهشنا ذواتنا بأننا الأقوى والأشجع والأعظم صموداً ..
أدهشنا أرضنا بأننا افتديناها بكل ما نملك ..
أدهشنا العالم .. بأن ذلك الحب الذي كتمناه في حين .. ولم نكتشفه في حينٍ آخر تجلى اليوم صارخاً في وجه العدو ..
سأقولها اليوم بكل فخرٍ وعزة ..
أنا يمني .. أبي يمني وأمي كذلك ..
ذبت في هوية اليمن وعجنت بطينتها .. تشربت في مائها وتغلغلت في تربتها ..
أنا صاروخ أسكود دمر العدو .. ولوح طاقةٍ شمسيةٍ بدد الظلام واستغنى عن مغريات المرتزقة..
لن أتفاخر بالماضي فهذا كلامٌ مكرر .. بل سأتغنى بالحاضر الذي أعيشه اليوم ونعيشه جميعنا..
ذلك الحاضر الذي توج كل آيات الصمود والشجاعة والشرف ..
نحن كتبنا التاريخ سابقاً .. ونحن نكتبه اليوم ..
بأننا صفعنا قوى الشر العالمي والتي تسيطر على كل شبرٍ في هذة الأرض بمالها وتقنياتها..
وأننا أثبتنا للجميع .. أن اليمن لن تكون يوماً رهناً عقارياً لدى أحد..
وأننا أبناء بلقيس وسيف بن ذي يزن .. سنمزق المتطاولين ونطعم لحمهم القذر لخنازير الأرض..
نعم .. أنا يمني ..
وأسألوا التاريخ عني .. أنا يمني ..