هدية القرد

عبدالمجيد التركي

في المثل الشعبي يقولون “هدية القرد حوَّاني”.. هذا ما فعلته دولة الإمارات حين أهدت “ثلاجة موتى” لمحافظة عدن..
يقتلوننا ثم يعطوننا ثلاجات لحفظ الموتى.. يقصفون مصانعنا ثم يمنحوننا كيس قمح وجالون زيت مساعدة، وينشرون الخبر في صحفهم ومواقعهم تحت مسمَّى “إغاثة الشعب اليمني”.. يقصفون مستشفياتنا ثم يتبرَّعون لنا بالأدوية والمحاليل الطبية!!
توقفوا عن قتلنا وخذوا ثلَّاجاتكم، فلسنا بحاجة إلى مساعداتكم، ولا إغاثتكم، لأننا لم ولن نستغيث بأحد، نحن قومٌ لا نستغيث، فكيف سنستغيث بكم وأنتم تتفنَّنون في قتلنا دون أيِّ سببٍ سوى الحقد على اليمن وحضارته وإنسانه.. حقد يُوغر صدوركم على حضارة لا تستطيعون امتلاكها حتى لو أنفقتم كلَّ ما تمتلكون.. فشتَّان بين الحضارة وبين الصحراء، وشتَّان بين الآثار التي تدمرونها وبين مُدن الزجاج التي تعيشون فيها.. فمدينة دبي بأكملها لا تساوي زقاقاً في صنعاء القديمة، وكلُّ أبراجكم لا تساوي عموداً واحداً من أعمدة معبد الشمس.
يا لحقد الأعراب على الإنسان اليمني لأنه متميز رغم فقره، ولأنه شهم رغم مجاورته لدول يحكُمها ثُلةٌ من الأنذال، ولأنه إنسان ينتمي إلى اليمن وحضارتها.
لم يسبق لدولة معتدية أن أهدت ثلاجة موتى للدولة الـمُعتَدى عليها، ولم يسبق لدولة معتدية أن بررت اعتداءها تحت مسمَّى الوقوف مع الشعب وإعادة الشرعية.. وإلَّا فما شأنهم بنا وبشرعيتنا، ومنذ متى يحبوننا ونحن نبقى في مطاراتهم أكثر من عشرين ساعة ترانزيت، ولا يسمحون لنا بالدخول لأننا يمنيون فقط، مع أن قانون الطيران في العالم يُلزم كل المطارات بمنحك غرفة خاصة أو بالسماح لك بالدخول إلى المدينة إن كان الترانزيت أكثر من سبع ساعات.
منذ متى يحبون اليمن حتى يهبُّوا لنجدتها؟

magid711761445@gmail.com

قد يعجبك ايضا