لعنة النفط تطارد المملكة
أمين قاسم الجرموزي
المتابع والمدقق حول مجريات الأوضاع في الشرق الأوسط الساخن بالصراعات والحروب اللامنتهية المفتعلة والمدارة بالريمونت كنترول غربيا وبالدعم خليجيا من حين لآخر ، يلاحظ انحصار منطقة الصراع في عدت رقع جغرافية وربما محدودة والتي تم وضع عليها دائرة حمراء على الخريطة من قبل عشاق النفط الغربيين ومُصدريه عباد النفط الخليجيين ، وهذا بدوره أفضى إلى امتزاج الذهب الأسود (النفط)مع الذهب الأحمر (الدم العربي) مع مرور السنين وتلهف الغرب وأطماعه المتزايدة على الذهب الأسود لدعم مخزونهم الاحتياطي بنسب كبيرة جدا وذلك لتأمين حياة الأجيال القادمة _حسب ظنهم_ بما يمكنهم من عدم الالتجاء إلى عباد النفط الخليجيين في المستقبل القريب وذلك بحسب تقديرات خبرائهم الجيولوجيين أن آبار النفط العربي قد تنفد في حال استمر الضخ اليومي الجائر والكبير بشكل مستمر من قبل زعامات النفط الخليجي وذلك بعد عقود زمنية محدودة وبالأخص دولة آل سعود والتي باتت اليوم مهددة بنفاد مخزون النفط المتوفر لديها على القريب العاجل وذلك بحلول 2020م وذلك وفق إحصائيات غربية , وقد بات ذلك جليا وواضحاً من خلال عجز الموازنة والذي وصل إلى 19% من الناتج المحلي , وكذلك الانخفاض السريع للأسهم السعودية مما دفع بحكومة سلمان اللجوء إلى رفع أسعار الوقود بنسبة 50 % في وقت تشهد أسواق النفط انخفاضاً كبيراً وخصوصا مع رفع العقوبات الغربية عن إيران ودخولها خط المنافسة بقوة في تصدير النفط للعالم .
مملكة الرمال باتت اليوم على شفا الانهيار السياسي والاقتصادي وذلك لغرقها في مستنقع الحروب الداخلية وحشر أنفها في شؤون غيرها وتدخلها السافر في تغيير سياسات دول الجوار طمعا في الاستحواذ على سوق النفط على مستوى الشرق الأوسط وتنفيذ لأجندة غربية , المملكة وهي في أوج مشاكلها السياسية الخارجية وأيضا العائلية تقف موقف العاجز غير القادر على الوقوف عن العبث أو التراجع بهدوء وقد استغل الغرب – وعلى رأسها أمريكا- الاندفاع الكبير من قبل المملكة وحلفائها في حربهم على اليمن وذلك لاستثمار وتفعيل تجارة السلاح والتي تسعى أمريكا وحلفيتها فرنسا إلى ضرب عصفورين بحجر واحده وهي تقوية اقتصادها من خلال توريد السلاح صفقة تلو الآخرى للسعودية وحلفائها ونفس الوقت استنفاد النفط السعودي وكذلك الأموال والممتلكات في أوروبا , وهي بذلك (أمريكا) تعصف بحلفائها الاستراتيجيين في الشرق الأوسط وتستنفد قواهم بخطط صهيوامريكية بحتة في وقت تبحث المملكة عمن يواري سوأتها ويسدل الستار عن جرائمها الكبرى في حق الشعوب العربية وخاصة بلدنا اليمن , ومن داخل العائلة الملكية يبحث الملك العجوز سلمان تكتيكات تسليم السلطة للمراهق ولي ولي العهد ووزير الدفاع محمد وهذه خطوة – وإن تمت- تعطي نهاية مؤشرات الفشل الذريع والخوف الذي يحاك ضد العائلة الملكية ويسطر ملامح التلاشي لعائلة آل سعود ونفاد ملكها عما قريب.