الشجاعة

محمد الهاملي

كثيراً من العلماء والأدباء قد وضعوا في تدبير الحروب وذكروا صفات الشجعان فيها كما رتبوا في ذلك كتباً، نبدأ منها: أولاً بما ذكره الله تعالى في القرآن الكريم، فقال الله تعالى: “وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم” الأنفال (60).. فقوله تعالى: “ما استطعتم” هذه الآية والمفردة تشمل كل ما هو مقدور البشر من العدة والآلة والحيلة، فهذه القدرة تحتاج إلى رجال شجعان يقومون بهذه المهمة, نورد هنا بعضاً من معاني الشجاعة.
فسّر النبي صلى الله عليه وآله وسلم القوة والشجاعة حين مر على مجموعة يرمون فقال: “ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي” فكررها ثلاث مرات لما لذلك من أهمية خاصة في الحروب.
قال السماوي: “الشجاعة فهي القوة المعنوية الدالة على عظمة النفس وثباتها عند ملاقاة الشدائد والكوارث والحروب والإقدام على ما يعتقده المرء حقاً من قول أو فعل”.
وردت أحاديث كثيرة تحث على الشجاعة من ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم: “قل الحق ولو على نفسك”.
قال الحكماء: “إن الشجاعة عماد الفضائل، وأصل الخير في ثبات القلب والشجاعة عند اللقاء”.
وقالوا: “أسد يقود ألف ثعلب خير من ثعلب يقود ألف أسد.. نفهم من هذا أن آل سعود ثعالب وأن أسودنا رجال ذو بسالة ونجدة وشجاعة وجرأة, فالمقاتل منهم ثابت الجأش، صارم القلب, مارس الحرب ونازل الأقران وقارع الأبطال, أما هم فإنهم في كل موقع يفرون كالأرانب، وهنا ما نلحظه على قناة المسيرة.. حقاً أثبت أبطالنا الشجاعة الجسمية والخلقية والمعنوية والأدبية، أنهم رجال الرجال، أثبتوا للخارج قبل الداخل مدى تجلدهم وصبرهم وصمودهم في كل الجبهات القتالية، فهؤلاء لا يفزعهم ما يقع من أشلاء مبعثرة، ودماء مراقة وأجسام هامدة ورؤوس متطايرة، لأنهم يدافعون عن دينهم ووطنهم وحريتهم واستقلالهم, فالفرد منهم يرى الفخر كل الفخر أن تسيل نفسه في سبيل الحياة الاخروية شهيداً مكرماً، فهذه هي الشجاعة التي تبرهن على قوة الجأش وثباته طوال عشرة أشهر.
تعريف الشجاعة:
الشجاعة كما تكون بالفعل تكون بالقول، وحقيقتها الثبات عند مد الشدائد والإقدام على ما يعتقده الإنسان حقاً من قول أو فعل.
والشجاعة ليست مقتصرة على خوض المعارك فقط, بل هي كثيرة ومتنوعة كثيراً ما نمارسها في حياتنا.
والشجاعة كما تكون حسية تكون معنوية، أو بعبارة أخرى جسمية وخلقية أو أدبية.
فالجسمية تتجلى في الجنود واللجان الشعبية، فهؤلاء يدافعون عن دينهم وعن وطنهم، والخلقية، فهي الجهر بالحق وحرية القول، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. يقال الشجاع محبب حتى إلى عدوه، والجبان مبغض حتى إلى أمه.
ويقال: إن من أعظم المكائد في الحرب الكمين.
قال قطرب: ومن الأضداد الشجاعة (أي الشيء وضده).. يقال شجاع قوي، وشجاع ضعيف.. حكاه ابن الأنباري، والشجعة: الرجل الشديد القلب عند الناس.. والشجعة: الرجل العاجز الضاوي، لا فؤاد له.. يقول ابن فارس في ذلك: شجع : أصل واحد يدل على جرأة وإقدام، ولا يرى أن في ذلك تضاداً ويقولون رجل شجاع، ولا توصف به المرأة.
اللهم انصر الجيش واللجان الشعبية واهلك بني سعود ومن سار على شاكلتهم, وانصر اليمن نصراً عزيزاً برحمتك يا أرحم الراحمين.. وصل الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.. والحمد الله رب العالمين.

قد يعجبك ايضا