لحظة يازمن .. تقلبات.. فقط
محمد المساح
تنعدم المقاييس، ويسقط الجدار الفاصل بين العاطفة والعقل، لا مقاربة هنا أو هناك، بل مفارقات عجيبة يعيشها الإنسان المعولم في عالم العولمة، والذي اجتاحته ولهفته مظاهر الحداثة البراقة والخادعة، وأصبح أسيراً لقدر لا يرحم، يركض مسرعاً في شوارع المدن وزغاطيطها، لا يدري من أين مصدر الشراسة والهول، اللذين ينفخهما، الإسفلت الأسود.. والأرصفة المتآكلة مابين تصديق الصدق، أو تكذيب التكذيب، تتداخل الأشياء، مع بعضها بعضاً، وكأن لا هناك بالمرة خيوط توضح بين الليل والنهار، لا فرق ما بين الخيط الأبيض والخيط الأسود لا تضاد ولانقيض تلهفك الصورة وهي تتبهرج، ، تزغلل العيون، فلا تدري أين الوجه من القفا خبر يغيب، ويبدى تالياً خبر آخر، تضليل مصنوع ترى الأشياء في البدء وهي تسير في الخط الصحيح، بعد دقائق وثواني تنقلب الأشياء عكس سيرها الأول خطوط مزدوجة تتقاطع هنا وهناك تبدو أن المحطة الأخيرة.. قد لامست النظر، وفجأة يضيع المشهد، وتعود الأشياء، وقد انزلقت من خط سيرها الصحيح.. إلى تفرعات تلتف وتلتوي، وتتشابك لتبدو أمامك وقد ارتسمت متاهه لاذيل لها ولا رأس أمر عجيب في زمن عجب وفي الأخير وأنت تقلب رأسك صعداً وإلى الأسفل يميناً يساراً، تلتفت لتحدد الجهة تضيع الجهات لا يمين ولايسار.. والوسط معدوم.. ويبدو لك العالم.. وأانه عصيد في كوز.