لحظة يازمن..أمنيات
محمد المساح
سأجرب العمى
يا للمتعة أن أكون أعمى ضائعاً بين الذهاب والإياب، ففقدان حاسة البصر, قد يطور حواسي الأخرى، سيتحسن أداء يدي وتذوقي للأشياء اللازمة للتذكر، أن أكون أعمى يا أجمل صديقاتي يعني أنني أصبحت رمزاً يهيمن على الآخرين من حولي، وكما تعرفين عن الرموز.. هم دائماً في حاجة إلى معركة وغنيمة ونصر، أسمي ليس مهماً، لا أحد يعرف اسمه الحقيقي، حتى ممن صلحت مواعظهم وأرادوا، أن يكونوا عمياناً من الألف إلى الياء، ساءت حالي فعلاً، وليس أمامي الآن سوى أن أتدخل سأذهب مع العمى ربما يقودني إلى مكان آخر.
خروج
مضطر أخرج الآن من جحري، بنيةٍ أن أكون صيداً سهلاً لقط، سأنتحر يعني.. لأن الحب لمجرد الحب قطة تبحث عن معنى المدينة في أكوام الزبالة، أصدقكم القول.. أنا فأر متردد، سقطت أسناني داخلي منذ قبلتني ابنة أحلامي البلهاء، صار عليّ أن أكون عبداً لرغباتي.. والعبودية كما يعلم الجميع.. تولد التردد، العبودية يا أخوتي أو قفتني كفاتحي البلدان في انتظار مفردة فجملة لتبدأ الوليمة الليلية.
حكاية
أخطط داخلي لبناء مدينة تمتد من حولي، ولا مانع لدي عندما يأتي اللصوص أن تختفي مهنة البوليس، لا مانع مطلقاً لو كان لي ثمة اختيار سأذهب معهم، لا شيء هنا يأتي دفعة واحدة ويقتلعني من مكاني القديم الأيام متشابهة لارابط بيني وبينها سوى أنني استيقظ مبكراً, لألتهم يومي الممل بالنظر إلى السماء.
لماذا لا أكون ابناً لطائر لا أكون أبناً لطائر؟ الطيور لها سرب وللسرب قائد, وللقائد بيت من قش، الطيور على وشك الزوال.. يموتون تباعاً في حديقة بالي، فزاد وزني وعجزت عن الطيران.. صرت أجرب ساقي العرجاء أكواماً من الريش ـ أريد أن أشعلها في المباني والبنوك ومحطات الغاز!
“أشرف يوسف ـ أخبار الأدب”