يد واحدة وموقف موحد..!!

عصام حسين المطري
العدوان الذي تواجهه الأمة اليمنية الواحدة الموحدة هو نتاج اختلال التوازن في موازين القوى العالمية كما أنه رديف لاعتلال الضمائر وخراب الأفئدة والقلوب فما المبررات العقلانية والموضوعية التي تبيح قتل الأبرياء من المدنيين العزل في طلعات جوية نهارية وليلية بأفدح الأسلحة العالمية المحرمة كالقنابل العنقودية والقنابل الذكية المحظور دوليا استخدامها في الأغراض الحربية لقاء أضرارها الغاشية على سلامة الإنسان والبيئة, فلسنا بمعزل عن العالم الذي استحال إلى قرية صغيرة بفعل الطفرة الهائلة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؟!
فما هو المسوغ القانوني والأدبي والأخلاقي لقطف زهرة عمر اليمن؟! بإعلان الحرب والعدوان الوحشي البربري واستهدف المدنيين العزل كما أسلفنا والبنية التحتية بحسب إحصائية أولية تقدر حجم الأضرار بـ(600) مليون دولار في 42 مؤسسة وهيئة تقنية استهدفها العدوان السعودي الأمريكي فإذا ما نقبنا عن الأسباب الجوهرية للعدوان سيتضح جليا أن اليمن طاقة بكر تتأهب لاحتلال موقع فريد بين دول المنطقة بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية في اتجاه ايجاد الدولة المدنية الحديثة دولة العمل المؤسسي ودولة النظام والقانون.
ومن بين الأسباب الجوهرية والظاهرة للعيان تخوف الوهابية السعودية من التمدد الزيدي في الفترة الأخيرة واللافت للنظر بعد ثورة 12-9-2014م التي قادها أنصار الله وتمكن هذا الفصيل من اجتياح صنعاء بعد عمران والمحافظة على المصالح والمؤسسات والهيئات والوزارات عبر إدارة اللجان الثورية وتسييرها لمختلف المصالح ودواوين الوزارات والمؤسسات والهيئات حفاظا عليها من التاكل والسقوط في الفراغ الذي وضعنا فيه الفار العميل عبدربه منصور هادي الذي قدم استقالته من منصبه عقب سقوط العاصمة في قبضة اللجان الشعبية من أنصار الله ووحدات الجيش المساند لها من الحرس الجمهوري.
لقد كتب الله سبحانه وتعالى لليمانيين عهدا جديدا من التحرر من الشحن والشحن الطائفي الذي دأبت على الاستبصار به قوى رجعية تقليدية أكل الدهر عليها وشرب بعد أن شربت من كؤوس المغالاة والتطرق والتنطع لا لشي إلا لتنفيذ أجندة ومخططات خارجية تعزز الانقسام وتكرس التشظي وتدفع في اتجاه الغليان وانفجار الأوضاع سياسيا وعسكريا أولئك يحتفظون بالسم دون أن يصيبهم كالثعبان ولله در الشاعر حين أنشد:
وإذا ترى الثعبان ينفث سمه فاسأله من ذاب بالسموم حشاكا
واسأله يا ثعبان كيف تعيش أو تحيا والسمُ ملأ فاكا
نعم ذهب زمن التدليس، وولى زمن الغش والرشوة والتلاعب بالمال العام، ورغم العدوان والحصار والمفروض إلا أن اليمن اليوم يعيش أحلى أيامه من الانغماس في المصابرة والتعبير على الظروف الصعبة التي يحياها المواطن اليمني الحر الذي يدفع من قوته وقوت أبنائة ثمن خنوعه وارتمائه في أحضان بعض دون الجوار من قبل بعض ضعفاء النفوس الذين يلعقون اليوم العلقم بدلاً من لعقهم العمل الماضي على هيئة هبات ورواتب كانت تفخ من بعض دول الجوار، وترمي إلى شق وحدة الصف الوطني.
وفي الأخير وليس بآخر يجب أن نبقى ونظل يداً واحدة وموقفاً موحداً ضد العدوان والحصار ولار فض فم السيد عبدالملك الحوثي – حفظة الله – الذي أطلق أجزل تعبير عن الحياة التي تحياها الأمة العربية والإسلامية وعبر عنها بالجاهلية الأولى، وذلك في خطابه المرصع بالمصداقية والصراحة الذي ألقاه بمناسبة المولد النبوي على صاحبه أفضل الصلاة وأرقى التسليم، فيا رجالات اليمن كونوا يداً واحدة وموقفا موحدا ضد العدوان الغاشم والحصار الجائر.. وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما يصنعون.

قد يعجبك ايضا