التمزيق .. السِّر المكشوف ..!!
العمل جار على برميل و” شيك ” من أجل تمزيق اليمن .. وما فشلت في تحقيقه مسودة الدستور سيئة السمعة يجري العمل لتحقيقه بالعدوان الخارجي والاحتراب الداخلي .. وليس في الاستهلال مبالغة أو تهويل كما قد يتصور كل سائر على منهج النعام .
والصدمة الأخلاقية هي تواصل هذا الاحتشاد والعدوان الخارجي الذي لم يكن اعتراف بريطانيا وأمريكا بأنهم شركاء فيه إلا تحصيل حاصل وكشف لما صار مكشوفاً في السر الذي لم يعد سراً .. إنه الاستثمار في تحويل البلدان إلى أطلال وإلى مخيمات لاجئين لا يكونون في منأى عن القصف الهمجي خاصة عند ما يتم أخذه بالتوازي مع تقليعة الأمم المتحدة وأمينها العام الذي يطغى عليه صمت القبور مع كل تدمير وقتل فإذا نطق عبر عن قلقه ! وإن تفاعل عبر عن القلق البالغ أو الشديد ! وهكذا هو بان كي مون وهو يتنقل ويراقب من بعيد تدمير بلدان عربية بالجملة والتجزئة .
والحديث عن مخطط تمزيق اليمن ليس سوى تذكير بخطط إعادة تشكيل المنطقة الصادرة من وقت مبكر عن خبراء مراكز أبحاث ومسؤولين .. ومن نافل القول التذكير بما بشرت به كوندليزا رايس بالشرق الأوسط الجديد منذ العام 2006 وما أعقبه من تنفيذ لما سمي بالفوضى الخلاقة ، وفي العام نفسه تحدث الخبير العسكري الأمريكي رالف بيترس عن ما سماه بالحدود العادلة بعنوان ” الحدود الدموية ” التي تضمن خارطة جديدة للمنطقة العربية منفصلة على أساس عرقي ومذهبي وما خفي أعظم .
وبطبيعة الحال فإن هذه الحدود التمزيقية الجديدة تحتاج لعملية إنضاج بهذه الفتن الطائفية والمذهبية التي لن يسمح فيها أن ينتصر أي طرف فيكون الجود بموجود التمزيق حتى أن فشل تلبيس مشروع الدستور في مؤتمر حوار البيع بمائتي دولار فوراً أعقبته أحداث دراماتيكية يمنية عجيبة بهدف تحقيق التشظي بالمواجهات والعدوان بعد فشل تحقيقه في موفنبيك .
ولمن تساوره الشكوك حول الحضور القوي لنظرية المؤامرة يكفي هذا الارتفاع في الهرطقة المواكبة للعدوان الخارجي والاحتراب الداخلي بارتفاع أصوات الدعوات الغبية التي تفرض الأمر الواقع في أن يسير اليمن نحو الشمال والجنوب واليمن الأسفل واليمن الأعلى والحضارم .. هضاب مذهبية سنية شيعية ومناطق طائفية مزعومة تفرض تعليق الجرس على رقاب اليمنيين محذرة من أن قابلية أي منطقة لمثل هذه الدعوات إنما هي كارثة تفرض التذكير بالحاجة للتراجع عن أخطائنا تجاه بعض وتحمل الضرر الخاص لدفع الأضرار العامة، واستدعاء القاعدة الفقهية التي تؤكد على أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ولا أعرف إذا كان ما يزال الوقت والحال مناسباً لتذكير الجار البعيد بأن الحلول السياسية هي أرقى وأجدى من وهم اقتلاع الآخر الصلب والعنيد بذات تذكير شركاء الوطن بتغليب لغة الشراكة والتعايش والمحبة.
كفى إشعالاً للنار في الوطن وفي قلوب أبنائه وسرقة حياتهم ومقدراتهم .. كفى اصطفافاً ضد اليمن ووحدته واستقراره وسلامة شعبه .. وهيا إلى الاصطفاف مع مصلحة الوطن ووحدته بدلاً عن حماقات التكالب المتوحش على السلطة بما يصاحبه من التدمير والقتل وأخذ اليمن وإيمانه وحكمته إلى المجهول .