في قلوبكم..!!
إقامة وبناء الدول ليس بالأمر الهين فهو أمر صعب للغاية لا سيما إذا اكتنفه صراع ونزاع وانقسام وتشظ على المستوى الأفقي والعمودي على أن يضاعف تلك الصعوبة وهو وبلا شك غياب الاستراتيجية للبناء واختفاء النظرية والمشروع الشامل لذلك الإعمار, هذا فضلا عن أن هنالك تكتيكاً سلساً غير مكلف وهو وبلا ريب وجود نية صالحة تقف أمام الاستراتيجية وأمام النظرية والمشروع الشامل للبناء والإعمار الوطني الراشد.
فالنية هي من وراء السلوك وهي التي تظهر على السطح.. أي السلوك ـ وفي هذا الجانب يقول النبي والرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فيما رواه أبو حفص سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن الرسول أنه قال “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله كانت هجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها ـ أي يتزوجها ـ أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه, فمن هذا الحديث نستشف أن النية مولد رئيس للسلوك ومختلف الأعمال.
ولذلك قيل في الأثر “أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم” فمتى سكن في القلب نية صالحة تطلب قيام دولة الإسلام فإن الله سبحانه وتعالى يمكن لعباده الصالحين قيام تلك الدولة الراشدة, بحيث تكون النية خالصة لله سبحانه وتعالى فلا يشوب ذلك الإخلاص شائبة, كأن نريد بجوار دولة الإسلام السلطة والنفوذ لحزب معين أو لجماعة بعينها فقد قيل أيضا في الأثر “إنما يتعثر من لم يخلص.
فيا أيها الملايين من اليمنيين أقيموا دولة الإسلام في قلوبكم تقم على أرضكم لندشن ونبدأ بالتغيير النفسي لواقعنا المبعثر كي لا تتمنع إرادة الله سبحانه وتعالى من إجراء التغيير الشامل لواقعنا العام قال الله سبحانه وتعالى في محكم الآيات البينات “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” فهذا هو الإقامة المثلى والبناء المزدهر لدولة الإسلام التي ينشدها الملايين من أبناء أمتنا اليمنية الظافرة المسلمة .
فلن يتأتى القيام الأمثل لدولة الإسلام كما أوضحنا إلا من خلال إقامتها أولاً في قلوبنا والإتجاه صوب إحياء سنة من سنن الله سبحانه وتعالى ألا وهي التغيير الشامل لما في أنفسنا مبتعدين البعد كله عن الدورات حول الأشخاص مهما كان فيهم من صلاح وورع وتقوى حيث يجب أن يكون الدوران حول المبادئ والمثل والقيم الإسلامية المثلى والدفع بالأمة صوب اليقظة الأمنية والفكرية والثقافية والمناداة بتطبيق الإسلام في شتى مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها الكثير من جوانب حياتنا وتحكيم شرع الله سبحانه وتعالى.
وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان لما يصفون.