بغداد/وكالات
حذر المرجع الشيعي الشيخ محمد اليعقوبي، احد المراجع الشيعية الاربعة الكبار في مدينة النجف، من أجندات هدفها إشاعة الفوضى والقتل لحماية المفسدين ومساعدتهم على الاستمرار بفسادهم، وأشار إلى ان عملية الإصلاح الحقيقية تحتاج إلى شجاعة وإرادة وجدية ومصداقية في تحقيقه واختيار أشخاص قادرين على إدارة مسؤولياتهم بشجاعة وإرادة عالية.
وقال اليعقوبي في بيان وزعه مكتبه أمس ان عملية الإصلاح التي يتحدث بها كثيرون ليست جدية ولو كانت عكس ذلك لأثمرت خطوات حقيقية.. معتبرا ان دعوات الإصلاح المعلنة جاءت من باب ركوب الموجة او للتنفيس عن الضغط الذي مارسه الناس عن طريق تظاهرات الاحتجاج التي ينظمونها. واكد ان عملية الإصلاح هي عملية صعبة وفيها الكثير من الإغراءات والتهديدات ولكنها بنفس الوقت سهلة مع وجود النية الصادقة والإرادة والشجاعة . محذراً من وجود أيادٍ تعمل لصالح أجندات هدفها نشر الفوضى والقتل لتشيع حالة وبيئة تساعد المفسدين على الاستمرار بفسادهم .. وقال ان من ذلك “ما نسمع بين فترة وأخرى عن مقتل قاضٍ او مهندس او غيره لرفضهم الرضوخ للإغراءات التي يفرضها أصحاب هذه الأجندات”.
واوضح ان المخلصين موجودون لكن وللأسف فان صوت الفساد وعمل المفسدين هو العالي لان وسائلهم قذرة ولا يتورعون في أي شيء فالإنسان النظيف يمنعهه دينه وتمنعه أخلاقه والتزاماته الكثيرة من الأمور الاجتماعية فلا يستطيع ان يفعل فعل المفسدين ولهذا فإن الصورة البارزة والطاغية مع الأسف والمهيمنة هي للفساد والمفسدين . وشدد على ضرورة تهيئة “من بيدهم زمام الأمور للمخلصين هذه الفرصة ويوفرونها لهم للقيام بعملية الإصلاح”.
من جهته حذر رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم من محاولات جر الفوضى لمناطق جنوب العراق الآمنة عبر النزاعات العشائرية خاصة في البصرة باعتبارها رئة العراق الاقتصادية، ودعا خلال كلمة بزعماء القبائل وشيوخ العشائر العراقية خلال لقائهم بمكتبه في بغداد الى نبذ السلوكيات الخاطئة منوها إلى شيوع ظاهرة انتشار المخدرات وبأسعار زهيدة وبأقل من أسعارها في بلاد المنشأ، معتبرا ان ذلك ينذر بوجود أجندة تخريبية تترادف في دورها مع النزاعات العشائرية مما يتوجب التصدي لها بشكل حازم .
وأشار الحكيم إلى أن الفتنة الطائفية هي اخطر ما يواجه العراق .. موضحا ان تنظيم داعش يحاول إحياءها ليعود لتصدير نفسه كمدافع عن مكون من مكونات العراق، في اشارة الى سنة العراق.
وعن أحداث قضاء المقدادية في محافظة ديالى (65 كم شمال شرق بغداد) التي ذكرت تقارير انها تشهد منذ اسبوع عمليات تفجير لمساجد ابناء السنة واملاكهم وتهجيرهم، أكد الحكيم على أن هذه الاحداث “ليس لها إلا الإدانة التي صدرت من المرجعية الدينية والقوى السياسية والمجتمعية”، وقال ان حجم الرفض والاستنكار لما جرى في ديالى يبين مستوى الوعي الذي وصل له المواطن العراقي برفضه للفتنة الطائفية .
وعلى صعيد الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي في أغسطس الماضي فقد اعلن النائب عن التحالف الوطني الشيعي سليم شوقي ان العبادي يجري مشاروات مع قادة الكتل السياسية لتقديم ورقة اصلاح جديدة، مبيناً ان من ضمن محاور الورقة دمج والغاء بعض الوزارات بالتشكيلة الحكومية.
وقال شوقي إن “الساحة السياسية الحالية تشهد مشاورات لرئيس الوزراء حيدر العبادي مع الكتل السياسية وقادتها لتقديم ورقة اصلاح جديدة متكاملة للوضع للبلاد”.. معتبراً ان “هذه المشاورات جاءت متاخرة، لان الاصلاح يتطلب قيام كل الكتل وليس لشخص واحد”. واضاف شوقي في تصريح له أن “عددا من الكتل قدمت اوراقها الاصلاحية للعبادي ومنها ائتلاف المواطن” مشيراً الى أن “ورقة الاصلاح المتكاملة قد تتضمن دمج بعض الوزارات والغاء اخرى”.
وكان السيد احمد الصافي معتمد المرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني قد انتقد مؤخرا عدم جدية الاصلاحات التي يقوم بها العبادي منذ الصيف الماضي مهددا بموقف آخر منها .. لكن العبادي اكد على الفور أن العام 2016 سيكون عام القضاء على الفساد في بلاده واشار الى ان الفساد ليس له دين أو مذهب”، وأشار الى وجود “تواطؤ” بين الفاسدين والإرهابيين في العراق.
وكان العبادي اتخذ حزماً عدة من الإصلاحات في أغسطس الماضي نتيجة الحراك الجماهيري الذي عمّ 11 محافظة للمطالبة بالإصلاح ومكافحة الفساد وتحسين الخدمات منها تقليص التشكيلة الوزارية من 33 إلى 22 وزيرا فقط كخطوة أولى وتخفيض حمايات كبار المسؤولين بنسبة 90 بالمائة ورواتبهم فضلاً عن إجراءات أخرى عدة.
Prev Post