ن …والقلم.. الموسيقى .. انديرا عطشان ؟؟
عبدالرحمن بجاش
اصطف الصغار , ترتسم البسمة على وجوههم الغضة , الفرحة تطل من عيونهم , والسر أن أصابعهم صارت تستطيع ليس العبث بالأوتار , بل لقد أضحت جزءاً من مفاتيح البيانو, والريشة صار لها مكان في ثنايا أناملهم الموسيقية , هاهم يتخرجون على يد انديرا وفؤاد . كلما حاول الهم أن يستعمر نفسي , ذهبت للتأمل طويلا في مجموعة صور لأحفاد المبدع الفنان عبدالفتاح عبدالولي , إذ لم تسعهم الدنيا ذاك الصباح (( 17 ديسمبر 2015 ,)) عندما دعينا لنتشرف ببيت الموسيقى عند فؤاد الشرجبي , استقبلتنا ابتسامة عدسة عبدالولي الطوقي وصوته التعزي الودود يرحب بنا , أنت إذا في بيت الموسيقى حيث للابداع سكن . هناك وجه خجول ودود , حين دُعي إلى أن يتحدث عن تجربة الموسيقى , نال الإعجاب , كان هناك عبدالباري طاهر , د. محمد جرهوم , الفنان نجيب سعيد ثابت , عبدالفتاح وسعاد عبدالولي ,المهندس عارف الثور, بينما ظل أحفاد عبدالفتاح (( يموسقون )) حسب لغتهم الطفلة . تحدثت تلك الفتاة المحترمة موسيقى , شكَرَت والدها الذي لم يستسلم لتأثير الجيران , ووافق على أن تُسافر إلى الجزائر هي وأختها , كان يتمنى أن تدرس الطب , لكن الموسيقى سكنت في أعماقها منذ أن وعت نفسها , فقد فتحت أذنيها على أصوات جميلة في البيت بفضل أمها , فلم يفارق النغم أذني الطالبة المجتهدة , فاستمرت تسمع وتسمع , حتى تشكلت أذنها الموسيقية واكتملت , فسافرت في منحة هي وأختها , هناك قالت بهدوء وأسلوب جميلين : لقد عشت أنا وأختي على منحتها , و((منحتي شهر وراء شهر جمعتها واشتريت آلة موسيقية )) لتطبق عليها لتعايش الموسيقى مباشرة , وتُخرج الأنغام التي عايشتها من الصغر إلى الاوتار والأزرار , وتبدأ رحلتها . عادتا هي وأختها , كان الشرجبي الموسيقي الحالم يفتتح بيت الموسيقى بمشمع واحد وكرسي واحد ومبنى خال من أي شيئ إلا من التصميم والعزم وراءهما حلم بأن يكون للموسيقى بيت , تقول انديرا عطشان بهدوء المدرسة الواثقة من نفسها : وجدته طموحا , فانضممت إليه , قال هو بينما نجله يُسجل ما يدور بعدسة الفنان : وجدت طموحها إلى جانبي , فضحًت , وتعبت , حتى عملنا ما تروه . اليوم ومن ذلك الصباح أيقنت أن الحياة أكبر من الموت , أدركت أن مدينة يعزف فيها ناي أجمل الألحان لا يمكن أن تموت , أيقنت أن الموسيقى ضد الحرب , أن النشيد الوطني الذي غنته زهرات صغيرات يبث فينا حماس أن نحلم بوطن , أدركت أن الجيتار أقوى من البندقية , أن النغم أقوى من صوت المدفع , ان الموسيقى ضد البشاعة , أن اللحن والشجن عنوانان للحياة , انك حين تعزف فأنت تفتح طريقا للطريق ليمر إلى الأفق الموسوم بالخضرة تؤسس لموسيقى تزرع في النفوس القا وضوءاً , شكرا انديرا الفتاة المكافحة , شكرا لأبيها , شكرا لأختها , شكرا لحارتها أنها علمتها كيف تصمم , شكرا لفؤاد , شكرا لعبد الولي , شكرا لابنتي أنها تتعلم العزف على الجيتار ..شكرا لأذني ترقصان لرنة العود ….. دمتم موسيقى .