العدوان بعيون منصفة
أحمد يحيى الديلمي
بحسبة بسيطة استطاع صحفي جزائري منصف تقييم نتائج العدوان السعو أمريكي الذي تشنه دولة الضلال في السعودية ومن احتشد معها من المغفلين والمرتزقة أصحاب المصالح العرب .
أطل الحسن الزبير من إحدى القنوات الجزائرية ليقول بثقة واعتزاز بالنفس: ( وأنا أتابع قنوات الدفع المسبق المأجورة جمعت الأرقام التي أوردتها من قتلى المليشيات الحوثية خلال التسعة الشهور المنقضية من الحرب وصل العدد الكلي إلى ثمانية وخمسين ألف قتيل عدت بالذاكرة إلى خطاب لهادي من يعتبره المجتمع الدولي بالرئيس الشرعي الذي أعلن فيه أن عدد الحوثيين لا يتجاوز 10% من سكان صعدة المعقل الرئيسي للجماعة والمرتبطة بحدود طويلة مع السعودية عدت إلى الإنترنت وجدت عدد سكان المحافظة لا يتجاوز ثمانمائة ألف شخص أي أن نسبة الحوثيين لا تتجاوز ثمانين ألف مواطن إذا استبعدنا الشيوخ والأطفال والنساء فإن عدد المقاتلين القادرين على حمل السلاح لا يزيد عن عشرة آلاف شخص أي أن ما يسمى بقوات التحالف سحقت الحوثيين تماماً من هنا يمكننا معرفة النتائج الحقيقية لهذه الحرب الظالمة بالمقابل نعرف مدى شجاعة واستبسال هذا الشعب المجاهد الصامد، وسنعرف أن مستوى التآمر الفظيع لم يفت عضد أبناء اليمن ولم يوهن قوى أبناء الجيش واللجان الشعبية كلما ازدادت الحرب بشاعة ازداد المواطن اليمني صلابة وصموداً وتحدياً، بعد تسعة شهور نلاحظ أن أبناء هذا الشعب الفقير أكثر قوة وقدرة على الفعل بأقدامهم الحافية، وأجسادهم النحيلة يسحقون جبروت وغطرسة العدو الشرس رغم أنه وظف فائض المال لشراء الضمائر وضمان سكوت الدول والمنظمات الدولية عن الجرائم والمجازر البشعة والاستخدام المفرط للأسلحة المجرمة دولياً مع ذلك لم يحقق شيئاً.
أنا من أول وهلة كان عندي قناعة بأن ما تبقى من كتائب الجيش اليمني واللجان الشعبية لو حافظوا على العاصمة صنعاء لكنا اعتبرناه نصراً مؤزراً.. أما أن يجسدوا هذا الصمود الأسطوري ويتمكنوا من نقل المعركة إلى عقر دار العدو رغم ضخامة المؤامرة وما رافقها من ضلال وتزييف للحقائق واستبسال ماكينات الإعلام المأجورة في الحديث عن انجازات وانتصارات وهمية في إطار الحرب النفسية الممنهجة وكل أساليب الإرجاف وبث حالة الرعب بهدف زيادة التذمر والتأثير على معنويات وإرادات المواطن اليمني إلا أن الأيام أثبتت أن هذه الأساليب الحقيرة والحرب الإعلامية القذرة كشف المواطن اليمني أبعادها في زمن مبكر لم تؤثر إلا في القوى السائرة في فلك العدوان من تحولت هذه الأخبار لهم ولضعاف النفوس إلى مخدر موضعي يمنون به أنفسهم سرعان ما يزول أثره بفعل البطولات والانتصارات التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية لأن ما يثير الرهبة ويبعث الأسى أن الخطاب الإعلامي الدولي بات شبه موحد مفرداته تمجد الجلاد وتخلع على أفعاله الإجرامية المغرقة في البشاعة اللبوس الإنسانية مقابل الإمعان في جلد الضحية .
شكراً للأستاذ الحسن الزبير وللقناة الجزائرية السابعة وكم أتمنى لهذا الصحفي العربي الصادق أن يزور اليمن ليشاهد بنفسه حجم الدمار الذي خلفه هذا العدوان البربري الهمجي السافر ليعرف خطأ الإعلام المعادي الذي يصور ممارسات نظام بني سعود الطائفية باعتبارها بطولات خارقة وأعمال خالدة تدافع عن الإسلام والشرعية المزعومة ليكتشف أن الحالة تجاوزت الجرائم الدولية وجرائم الحرب الإنسانية وأنها كشفت عن حالة الانحطاط والسقوط الأخلاقي الذي انحدر إليه النظام السعودي ومعه النظام الدولي والإعلام على وجه الخصوص لأنه يتلاعب ويتعمد تزييف الحقائق بهدف تحسين الوجه القبيح لنظام بني سعود باستخدام أخبار ملفقة ومرويات كاذبة هدفها تغطية مثالب النظام الإسلامي بشكل عام .
في المحصلة نجد أننا أمام محاولة بائسة لتمرير خطط وبرامج أعدت سلفاً وتجاوز الثغرات السائدة في الواقع الإسلامي بأسلوب التثقيف الخاطئ الذي يرى في التدمير والخراب وسفك الدماء مدخلاً للتبشير بعهد جديد .
أخيراً أقول للصحفي الغيور أطمئن اليمن تحت نار القصف وسجالات العنف الممنهج والحروب العبثية التي يفتعلها المرتزقة والعملاء سيسقط كل المؤامرات, لأننا أصحاب قضية ندافع عن سيادة واستقلال الوطن وندافع عن الأرض والعرض والكرامة ومن الله سبحانه وتعالى نستمد الثبات والنصر وهو حسبنا ونعم الوكيل ..