ن ……….والقلم…الكلمة لا تُقْتل !!
عبدالرحمن بجاش
الكلمة حياة ..الكلمة حب ..الكلمة وجود …الكلمة نقاء …الكلمة صدق …الكلمة شجاعة …الكلمة سلاح …الكلمة تربية …الكلمة تعليم …الكلمة علم …الكلمة سمو….,الكلمة ارتبطت دائما وأبدا بالله , ولولا أن الكلمة هي الكون بكل ما فيه لما نزل الأمر السماوي الأول لسيد الاخلاق محمد (( اقرأ )) . ولأن الكلمة كذلك فلا أحد ولا أي سلاح يستطيع قتلها !! , لسبب بسيط أنها ملخص الوجود , وحين دخل المغول بغداد ملأوا دجلة والفرات كتبا , هم ذهبوا وبقي النهران العظيمان , ومكتبات شارع الرشيدون ………والقلم …..وما يسطرون !!! . ويقول لنا التاريخ أشياء كثيرة عن حرق الطغاة للمكتبات والكتب , لكنه لم يقل ولم يشر أبدا إلى موت الكلمة ولا إلى أي خلود لهم , ببساطة لأن الكلمة روح الله في الأرض وعليها !!! , وقد كرًمها الله بأمره لمحمد (( اقرأ )) ولم يقل أبدا (( ابدأ بالبارود )) . كم مكتبات أحرقت فتبعث الكلمة من جديد كالعنقاء , وكم قاعات درس أتلفت , لكن الكلمة في الأخير تنتصر , لأنها الكلمة سر الوجود الأزلي , وأنظر فيبدأ الطغيان دوما بقتل واعتقال الادباء والصحفيين وكل من يحمل في يده جريدة أو كتاب , ومع كل القهر والظلم وقعقعة السلاح فتظل الكلمة سر الوجود المقدس يستمر أصحاب القلم ويذهب الطغاة !!! , وهذا ما يثير حنق البندقية التي تكون بندقية حين تدافع عن كرامة وطن , وتتحول إلى آلة قتل حين تتوجه إلى صدر الكلمة , في النهاية تتحول إلى خشب وحديد , فيم تعمر الكلمة في الصدور والأعماق , كما تظل اللآلئ والجواهر ساكنة أعماق المحيطات وقمم الجبال العالية , حيث القمة تتسع لكل كلمة سامية عالية تعلي الحياة في ذاك العلو . طوبى للكلمة وأربابها وأصحابها وأصدقائها ومن يخطها ومن يقرؤها طوبى للخطاط نعمان وعبدالرزاق وشكري وداؤود , هم المنتصرون دوما وأن ظلت قعقعة السلاح تدمي وجه المساء , يظل الحرف ملجأ لعشاق جلال الرومي , وهم يذهبون وقودا في الجحيم غير مأسوف عليهم , وانظر فقد نسي الناس نيرون لكن روما ظلت بعينيها تقاتل, تقاتل ككلمة , وفي موسكو نسي الناس إلا كل ما يشرف كرامتهم في الحربين , لكنهم لا ينسون متحف بوشكين , والارميتاج على نهر نيفا في لينينجراد (( بطرسبورج )) عنوان الثقافة التي هي روح الكلمة , وانظر أيضا لقد انقض الناس على المتحف ينهبون اللوحات , لكن مكسيم جوركي أوقفهم بكلمة واحدة (( هذا حقكم وليس حقهم )) فتوقفوا !!! . ولأن الإنسان كلمة فيظل يلعن من قتله كلما بقي للحياة أثر , والحياة لا تندثر لأنها مقترنة بالكلمة وديمومتها , وديمومتها لا تنقطع لأنها نهر الحياة الدفاق من الأفواه إلى بطون الكتب التي تحفظ سر الإنسان , الذي يموت جسدا لكنه يبقى كلمة . يقينا أن الكتب لا تموت , والكلمة كحياة تستمر سيدة الوجود , والمدن التي تحتضن الكتب لا تموت ولا تندثر, والمكان الذي يحتضن الحرف لا يموت أيضا , يقينا أن سر الله الازلي (( الكلمة )) باق ما بقيت الريح تقذف بالرصاصة إلى بطون النسيان , بينما تهدي البحار سفن الكلم إلى مرافئ الامان , يظل صاحب الكلمة صوته عال يطغى على كل الاصوات , يظل الحرف ناقوس يضج مضجع الطغاة , ورب قصيدة زلزلت عروش , ورب كلمة هدت قصور , في البدء كانت الكلمة , وفي المنتهى تظل الكلمة …