ن …والقلم.. كلنا في الهم عرب !!!
عبد الرحمن بجاش
رحم الله شوقي القائل : (( نَصَحتُ ونحن مختلفون دارا…ولكن كلنا في الهم شرقُ )) . لي صديقة عربية لها في الشعر باع , وعلى ظهرها من الهم الشيء الثقيل , ما يجمعنا , ويثبت عُروبتنا !! , أتحدث معها كلما فاضت الأسئلة العامة , علًني أجد عندها السلوى , فأجد نفسي بعد كل محادثة عبر الفيس بوك وقد خرجت محملا ما ينوء به ظهري , فأجدني مكسورا , مشطرا , مبعثرا , فاضحك على طريقة شر البلية ….. , أتخيل أنني أهرب من همومي العامة إلى الأفق العربي , فاكتشف إنني عربيا مليء بهموم لا تتحملها الجبال , أحدثها عن تربيتنا , فتسرد لي معلقات في هذا الشأن , أحدثها عن الجوع , فاكتشف انه عربي بامتياز , عن حقوق الإنسان فأجد معاناتنا واحدة , أتحدث عن القرف الذي وصلنا إليه فأجده عربيا أصيلا , أتحدث عن البيئة فأجد حالتها عربيا لا تسر , نتكلم عن البطالة فتكاد تكون ماركة عربية لا ينافسها في انتشارها أحد , نتحدث عن أسباب التطرف فنجدها واحدة من مشرق الوطن إلى مغربه !! , عن حال المدارس ؟ متخلفة !! , عن الجامعات ؟ لا يكاد بقي شيء اسمه تميز , عن التحصيل العلمي ؟ فتحدثك عن شحة الوظائف , مما يؤدي إلى عزوف الشباب عن التعليم , عن التربية فلا تجدها إلا واحدة في كل بيت عربي , عن التوظيف , فتجد طوابير الجامعيين تكبر من مشرق الوطن إلى قرية بوعزيز في تونس , وكل بو عزيز في باقي مساحة العالم العربي , عن إهدار الثروة , فتجد الهم واحد , اكتشفت إننا موحدين حول براميل القمامة!!! , عن تسلط الأنظمة وبقاء رؤوسها في الحكم فلا تجد بلدا عربيا يتميز عن الآخر , وقد ضحكنا من شدة الألم حين مررنا على لبنان اللي بلا رئيس إلى اللحظة !!! , نتحدث عن الصحة فتجد الأرقام في ارتفاع كل يوم للمرضى , وتدني حالة التطبيب , وخذ مثلا فجا للأمر فهناك بلدان عربية كانت قد قطعت أشواطا في (( الصحة للجميع )) تراجعت وعاد إنسانها إلى نقطة الصفر , والملاريا ؟ تكاد تكون شأنا عربيا !!! , والسرطان فتزداد النسبة , ولا أحد يتحدث عربيا عن أنها (( الملاريا )) تقتل من العرب أكثر مما يقتل السرطان !! , ولا أحد يتحدث أو يسأل عن سبب عدم اكتشاف الغرب لدواء حاسم للملاريا !!! , كله ما يزال في طور الوقاية ؟؟؟ , وعن حال المرأة فقد تراجعت حقوقها عربيا وكأنها متوالية هندسية مع التطرف , فكلما ارتفعت وتيرته ضربت المرأة على رأسها !!! , وتجد أن الكبت والنظر إلى المرأة شأنا عربيا داخليا للعرب , الويل ممن يقترب من مخادعنا !!! , فالنار ولا العار !!! تحدثنا عن المسجد فتأكد لنا أن الخطاب الديني متخلف عربيا إلى العظم !!! , كلنا نطالب بالتغيير وحين نخرج إلى الشارع فيساهم الغرب صاحب ماركة الديمقراطية في قتل كل شعار للتغيير , يحتوي الشارع العربي كله لصالح الأنظمة العفنة , وينسى , هو بالأصح لا ينسى أن الإنسان الذي يستحق الديمقراطية الحقيقية هو إنسانهم وليس نحن , وجدت بالدليل أننا في التخلف المدقع عرب ولا فخر !!.