مشكلـة الصــــرف الصــحـــي.. تصــيــب المواطنين بالاكتئاب وتهدد بتلوث آبار المياه


ذمار/رشاد الجمالي –
مشكلة الصرف الصحي بمدينة ذمار أصبحت في ظل صمت المجلس المحلي بالمحافظة تشكل عائقا لتنقلات المواطنين من وإلى منازلهم.. خاصة بعد أن اتسعت رقعة طفح المجاري وجريانها في بعض الشوارع الفرعية والأزقة وهو ما يعني أيضا أن هذه المشكلة غدت تهدد صحة وسلامة سكان المدينة خاصة الأطفال الذين دائما ما يلهون في الحارات ودائما ما يستخدمون الشوارع والطرق ذهابا وإيابا من منازلهم إلى مدارسهم.
«الثورة» لامست هذا الخطر عن كثب وخرجت بالمحصلة التالية:

يقول الحاج علي محمد الذي وجدناه يخطو بتثاقل أمام بحيرة راكدة من مياه الصرف الصحي في حارة صيح: بسبب هذا المنظر (أشار بالسبابة نحو البحيرة) أشعر بالاكتئاب ولم أعد أخرج من منزلي إلا نادرا وأخشى أن يستمر الوضع على ما هو عليه فتحدث الكارثة متمثلة بتلوث البيئة وإصابة الأهالي بالأمراض الوبائية.

طفح المجاري في صيح
من جانبه تحدث الأخ عبدالله العنسي قائلا: يعاني أهالي حارة صيح منذ فترة طويلة من موقع الصرف الصحي التابع للمؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي بالمحافظة المجاور لحارتهم والذي يتسبب بانتشار البعوض والذباب وغيرها من الحشرات وكذا ابتعاث روائح كريهة مما يؤدي إلى انتشار العديد من الأمراض في صفوف المواطنين.
وأضاف: إن طفح المجاري ووجود موقع الصرف الصحي في صيح لا يشكلان خطراٍ على حياة الإنسان فقط بل يشكلان أيضا خطرا على الأراضي الزراعية المجاورة حيث يتسبب طفح المجاري وبحيرات الصرف الصحي بإحراق وإتلاف الزراعة بمختلف أنواعها دون أن تقوم المؤسسة المحلية للصرف الصحي بأي إجراءات وقائية.. أو تقوم بتعويض المتضررين من أصحاب الاراضي الزراعية المجاورة لمجاري الصرف الصحي بذمار.
وطالب العنسي المؤسسة المحلية للصرف الصحي بالمحافظة بنقل موقع المجاري إلى خارج مدينة ذمار لما فيه المصلحة العامة.

كلية الزراعة ليست في مأمن!!
الطالب الجامعي خيرالله صالح تحدث حول هذا الموضوع بالقول: كلية الزراعة والطب البيطري بجامعة ذمار هي الاخرى لم تعد في مأمن من خطر طفح المجاري وخطر انتشار القمامة والمخلفات حيث يلاحظ الزائرون للكلية والطلبة والاساتذة وكافة العاملين فيها أن طفح المجاري قد زحف إلى مقربة من جامعة ذمار بالاضافة إلى وجود مقلب كبير للقمامة والمخلفات داخل سور كلية الزراعة.
وقال خيرالله: أعتقد أن صمت قيادة الجامعة وقيادة السلطة المحلية تجاه الاخطار المحدقة بالطلبة خاصة والمواطنين بذمار عامة نتيجة لزحف وانتشار طفح المجاري والقمامة والمخلفات هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة واستفحالها.
وأشار إلى أن تراكم القمامة لفترات طويلة ناتج عن تعطل آلة البلدوزر التي تقوم بعملية قلب القمامة وردمها وإتلافها حتى لا تكون بؤرة لتلوث البيئة وانتشار الأمراض.
أما في الوقت الراهن فإنه وبفعل حرارة الشمس والرياح تنبعث الروائح الكريهة المحملة بالبكتيريا والسموم فتلوث البيئة وتعكر حياة المواطنين الأمر الذي يستدعي نقل مقلب القمامة إلى خارج مدينة ذمار وهذا ما يتمناه أبناء ذمار ولكن لا حياة لمن تنادي.

آبار المياه في خطر
المواطن أحمد إسماعيل قال من جهته: كنا نتطلع إلى إيجاد معالجة عاجلة لمجاري معسكر الحرس بالمحافظة الذي يشكل خطرا على آبار المياه الواقعة بالقرب من المجاري خاصة وأن التربة نيس وهذا سيؤدي حتما إلى تلوث مياه الآبار وبالتالي إلى إصابة المواطنين الذين يشربون من تلك الآبار بالعديد من الأمراض الوبائية مع العلم أنه لا يوجد معنا سوى هذه الآبار التي تزودنا بالمياه فإذا فقدناها فقدنا مصدرنا الوحيد لمياه الشرب.

انتشار الكلاب المسعورة
من حين لآخر تنفذ الجهات المختصة بذمار حملة للقضاء على الكلاب المسعورة في الحارات والشوارع إلا أنه خلال الفترة القليلة الماضية توقفت مثل هكذا حملات مما ساعد على عودة هذه الكلاب بشكل كبير جدا وهذا أدى إلى انتشار مرض داء الكلب في بعض أحياء المدينة وهذا المرض هو من أخطر الأمراض ومن أكثرها فتكا بحياة المواطنين الذين يتعرضون لعضات من قبل الكلاب المسعورة أضف إلى ذلك أن علاج داء الكلب غير متوفر في المستشفى أو في مكتب الصحة بالمحافظة ونتمنى أن تقوم قيادة المحافظة بدورها في القضاء على الكلاب المسعورة وتوفير الادوية اللازمة للحالات المصابة بداء الكلب كما نتمنى من قيادة المحافظة معالجة الأسباب التي تؤدي إلى انتشار الكلاب المسعورة والبعوض والذباب وفي المقدمة معالجة مشكلة الصرف الصحي.

البعوض يجتاح ذمار
الذباب والبعوض والبكتيريا والروائح الكريهة تجتاح مدينة ذمار بعد ان وجدت البيئة المناسبة لتكاثرها وهي مقالب القمامة ومجاري الصرف الصحي فأصبحت حياة سكان المدينة عرضة للمنغصات والأمراض المترتبة على ذلك بفعل انتشار يرقات البعوض في المياه الراكدة والبيارات والأعشاب ومقالب القمامة وهذا يتطلب من الجهات ذات العلاقة سرعة القيام بالترتيبات والاستعدادات لعمليات مكافحة انتشار البعوض والذباب والبكتيريا ومعالجة الظواهر التي تؤدي إلى انتشارها وتكاثرها خاصة ظاهرة طفح المجاري.

قد يعجبك ايضا