لم يمنع ارتفاع أسعار الغاز، وانعدامه في بعض الأحيان بسبب حصار العدوان الغاشم على بلادنا، النساء اليمنيات من إيجاد بديل مناسب يلبي حاجتهن للاستمرار في طهي الطعام فقررت الكثير منهن العودة لتناوير الحطب واستخدام نشارة الخشب وغيرها من الطرق للطهي في المنزل متجاوزين بذلك كل الظروف الصعبة والعقبات التي فرضت عليهن منذ انطلاق الحصار الخانق على بلادنا … الوسائل التي اتبعتها النساء اليمنيات سواء كانت بدائية أو مبتكرة وكيف ساهمت تلك الطرق بالتخفيف على أرباب الأسر ارتفاع أسعار الغاز تارة وانقطاعه تارة أخرى وغير ذلك من التفاصيل تجدونها في القاءات التالية .
الأسرة/زهور السعيدي
تعاني الكثير من الأسر اليمنية وخاصة في المناطق التي تأثرت بالحرب من صعوبة الحصول على اسطوانات الغاز لارتفاع ثمنها وصعوبة الحصول عليها في بعض الأوقات لذا اضطرت معظم الاسر الى العودة للطرق التقليدية القديمة في صناعة الخبز وطهي الطعام باستخدام الفحم والحطب .
الحاجة آمنة حمود أكدت بأن أسرتها المكونة من 13 فرداً تعجز عن شراء دبة غاز لذا اضطرت للعودة لاستخدام التناوير التقليدية المصنوعة من الطين أو المدر كما كان يحصل في سابق عهدها وترجع ذلك الى صعوبة الحصول على اسطوانة الغاز غالية الثمن كما قالت وخاصة بعد تسريح زوجها من عمله.
وتضيف أمنة التي تسكن في منطقة الصافية بالعاصمة صنعاء بأنها ليست الوحيدة في حيها التي لجأت إلى تنور الحطب بدلاً عن الغاز بل إن جميع جيرانها قد عادوا لاستخدام تلك التناوير القديمة بدلاً عن الحديثة .
طرق أخرى
أم رهام هي الأخرى لجأت إلى استخدام الموقد المليء بالحطب والأوراق وتقول : لجأنا الى الحطب هرباً من أسعار الغاز المرتفعة ولكن سعرها أيضا ارتفع حتى وصل سعر الحزمة الواحدة الى 500 ريال بما يعادل ضعف السعر القديم وأكثر قليلاً.
أما بالنسبة لغدير يوسف 25 عاما فقد اكدت أن حالها أصبح يشبه حال فتيات الارياف وانها برغم من انها تعيش في المدينة وتخرجت من الجامعة ولكن الازمة الحالية وارتفاع الأسعار بسبب الحصار اضطرها لتعلم فنون وطرق استخدام الحطب في الطهي وكيفية استواء الطعام على التنور المدر أو الموقد دون أن يحترق أو يختلط بالرماد وختمت حديثها بالقول : انا مضطرة الى استخدام تنور الحطب رغم الدخان الكثيف الذ ي يخرج منه ولكن ما بيدي حيلة فوالدتي مريضة وأنا من أتولى اعمال المنزل كلها.
كنز ثمين
أسرة عبدالملك الحبيشي بمنطقة مذبح لم يعد لديهم قيمة شراء الغاز خاصة وأن رب الأسرة قد أوقف من العمل بسبب الازمة الحالية فقد كان يعمل في أحد المطاعم بالعاصمة صنعاء ومن خلال هذا العمل يعيل اطفاله الخمسة ولكن في هذه الأيام بات يعيش وضعا في غاية السوء مما اضطر زوجته لمساعدته وطلب الحطب من أهلها في محافظة إب فتقوم فور الحصول عليه ببيع جزء منه والجزء الآخر تستخدمه في طهي الطعام بعد أن تقوم بوضع نشار الخشب في « التنكة « لتحصل بعدها على النار الذي يظل معها لقرابة خمسة أيام وهذه (لتنكه) على حد وصفها البديل الأنسب للغاز المنزلي كما انها سهلة الاستخدام .
معلمة ومدربة
نهاية جولتنا كانت مع صفية ابراهيم التي تتواجد يوميا في سوق نقم امام سوق الحطب. صفية في العقد الرابع من عمرها ولديها عشرة من الابناء تقوم بشراء وبيع الحطب كما انها تعمل كمدربة للنساء والفتيات مقابل حزمة من الحطب ..
صفية تسكن في حي التوحيد بالعاصمة صنعاء تقوم بشراء كميات كبيرة من الحطب كل صباح وتجلبه لجيرانها واقربائها وتبيعه كما تقول بسعر مناسب حتى يتسنى لها أن تكسب نتيجة لتعبها وحملها لهذا الحطب وقد يصل ربحها في الى ألف ريال أو حزمتين من الحطب.
وتقول صفية : الكثير من الفتيات جئن الي كي يتعلمن طريقة استخدام التنور المدر وكيفية طهي الطعام بطريقة سريعة وبكمية قليلة من الفحم أو الحطب فأحيانا نجمع اسرتين لاستخدام نفس كمية الحطب فيقومون بالدور واحدة تلو الأخرى يخبزن ثم ببقية النار يقمن بطهي الطعام وما تبقى من نار نقوم بوضع غطاء كبير عليها حتى تتحول الى فحم ثم نستخدمه مرة أخرى .