محمد الهاملي
قال الله تعالى :(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين:8)، وقال 🙁 فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) (النساء:65).
الشرح: فالله هو أحكم الحاكمين الذي لا يظلم أحداً، فمن عدله أنه يقيم القيامة فينصف للمظلوم في الدنيا ممن ظلمه.
فالحكيم من أسماء الله الحسنى الذي يحكم بالعدل فلا يجور ولا يظلم، والمحكم من القرآن : الظاهر الذي لا شبهة فيه، ولا يحتاج إلى تأويل ، وفي القرآن الكريم 🙁 مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ) (آل عمران:7).
والحكمة: العلم والتفقه والفلسفة.
المصدر: حكم بالأمر يحكم حكماً: قضى، ويقال: حكم له وحكم بينهم، وأحكم الشيء والأمر: أتقنه، يقال: حاكمه إلى الله، وإلى الكتاب، وإلى الحاكم: بمعنى خاصمه ودعاه إلى حكمه، حكّم فلان في الشيء: جعله حكماً، وأحكم: أتقن تدبيراً، وحكُم يحكُم حُكماً: صار حكيماً.
وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال ( من قرأ سورة التين والزيتون، فقرأ :(أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ) (التين:8)، فليقل: بلى وإنا على ذلك من الشاهدين) ذكر ذلك القرطبي، والحكمة: الكلام الذي يقل لفظه ويجل معناه، جمع حكم، وفي الحديث :(إذا تواضع العبد لله رفع حكمته)، وعن النخعي :(حكّم اليتيم كما تحكّم ولدك).
وفي الحديث :(إن الجنة للمحكمين) وهم الذين حكموا في العقل والإسلام، فاختاروا الثابت على الإسلام، وقال: رجل مُحكّم: مجرب منسوب إلى الحكمة 🙁 وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ) (لقمان:12).
قال تعالى :(فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ) (النساء:65).
(شَجَر) معناها: اختلف واختلط، ومنه الشجر لاختلاف أغصانه، واستقرت دلالة اللفظة في الآية الكريمة فيما شجر بينهم، الأمر: أي: فيما يتنازعون، وقال ابن عباس: فيما أشكل عليهم، والحكيم أيضاً: من أسماء الله الحسنى، لأنه الحاكم بينهم.
يشجر شجوراً: اضطرب وتنازعوا فيه، وأشجرت الأرض: كثر شجرها، واشتجر الشيء: تداخل بعضه في بعض، وفي النسب، ونحوه، ومن المجاز: هو من شجرة النبوة، ومن شجرة طيبة.
دعاء: اللهم آتنا الحكمة التي من أوتيها فقد أوتي خيراً كثيراً.
* دعاء: يا أحسن الخالقين، ويا أحكمَ الحاكمين، وأسرع الحاسبين، وأرحم الراحمين، ومولى المتقين، وولي المهتدين، ومرشد الحيارى والضائعين.