ارفع رأسك عالياً أنت يمني
أمة الملك الخاشب
عندما يقتل الأشخاص وينكل بهم، ويذبحون ويعتقلون، ويعذبون، لا لشيء سوى ?نهم صرحوا بكلمات قد تخالف أهواء السلاطين ..
وعندما تمنع حتى أن تسلم جثامينهم إلى أهاليهم بعد قتلهم كأبسط نوع من أنواع الحقوق, وذلك لإخفاء آثار التعذيب الذي من المؤكد أن الضحايا كانوا قد تعرضوا له. وعندما يمن ذلك النظام بأنه تفضل وتكرم على تلك الجثث المقتولة بأنه دفنها في مقابر المسلمين، وهم في نظره غير مسلمين بحسب أحكام قضاتهم.
عندما تتنوع طريقة إعدامهم مابين الذبح بالسيف والرمي بالرصاص ورفض اطلاع أهالي الضحايا عن أية تفاصيل..!
عندما يرى العالم بأجمعه ذلك الذل والهوان والاستضعاف الذي يعيشه أبناء الشعب النجدي الحجازي.. وعندما يكتشف العالم بأسره شماله وجنوبه, المسلمون والمسيحيون والبوذيون والملحدون وكل أبناء الإنسانية بمختلف ألوانهم ودياناتهم أن تلك الإعدامات وأن تلك التصرفات والقمع والاضطهاد الخارجة عن القوانين والأعراف الدولية والإنسانية في طريقة التعامل مع من يعارض أو يختلف في الرأي مع أيّ كان..
كل هذا يصدر ممن؟!
المضحك أنه يصدر ممن يدعون أنهم يريدون الحرية والديمقراطية للشعب السوري وللشعب اليمني!!
فالإرادة الإلهية ودون أن نشعر أرادت كشف وفضح هذا النظام أمام كل العالم عامة وأمام من لايزال في قلبه ذرة شك من اليمنيين المرتزقة والجهلاء الذين يظنون ولو لثانية أن نظام بني سعود سيعيد بناء ما أفسد ويعوض ما أزهق من أرواح ويداوي كل تلك الآلام والأحزان والجراح والمآسي..
فالبديهة تقول: كيف لمن يعامل مواطنيه بهذه الطريقة كيف له أن يعامل خونة ومرتزقة بلد أخر يعتبره خصماً له وعدواً لدوداً له بل ويعتبره عبداً من عبيده وملكا من أملاكه وتابعا له؟! كيف له أن يعاملهم باحترام؟!
محال ذلك محال ففاقد الشيء لايعطيه.
وعندما تتابع ذل وخنوع وهوان وغفلة بقية الشعوب العربية الأخرى التي لم تحرك ساكناً تجاه مايحدث في بلد عربي شقيق مسلم ولمدة عشرة أشهر من ظلم وقتل وترويع وجرائم ضد الإنسانية باستثناء تحركات بسيطة من بعض الشعوب تشكر عليه ولو أنه لم يكن كما ينبغي أن يكون..
عندما ترى بحزن ما وصلت له الأمة العربية والإسلامية من انحطاط وسلبية وغفلة وابتعاد عن ما أراده الله لها من عزة وكرامة، لكن في نفس الوقت تشعر أنت كيمني بعز وافتخار وترفع رأسك عالياً رغم كل ماتتعرض له بلدك. من عدوان ظالم فاجر غاشم.. رغم الحصار ورغم أن دماء أخوانك تسيل يومياً سواء في جبهات الشرف والبطولة أو بسبب غارات العدوان السعو أمريكي.
تشعر بالعز والفخر لأنه أصبح لك صوت مسموع أمام كل العالم ولأنك تدرك أن كل هذا الظلم والعدوان ماهو إلا ثمن غالٍ لحريتك, لاستقلالك.. لكي لاتخنع وتصمت من جديد.. لكي لاتعود لزمن تكميم الأفواه.
تشعر بالفخر والعز عندما تتابع جنائز الشهداء بشكل شبه يومي وهي تزف إلى مثواها الأخير وتطلق عليها الزغاريد والورود والرياحين.
تشعر بالفخرعندما ترى الأب اليمني وهو يشيع ابنه الشهيد ويصرح قائلاً ” هذا أحد أولادي قدمته في سبيل العزة والكرامة ورد كيد المعتدين, ومستعد أبذل نفسي وبقية أولادي” .
تشعر بالفخر عندما ترى الأم اليمنية تزغرد على جثمان فلذة كبدها، من هو قطعة من فؤادها, بل وتفخر بأنها أصبحت تكنى بأم الشهيد..
تفخر وترفع رأسك عالياً كونك أحد أفراد هذا الشعب العزيز، الذي ثار على الظلم واشترى الحرية ومستحيل أن يتراجع قيد أنملة للوراء مهما كان الثمن.
ففي الحقيقة نفوس معظم أبناء الشعب اليمني مطمئنة جدًا ومرتاحة حتى في قمة وأوج قصف الغارات لأنهم يدركون حينها, جميعهم حتى الأطفال, أن تلك الغارات تأتي بعد وجع وبعد تلقيهم دروساً لن ينسوها هناك في ميادين الشرف والبطولة..
فهل يعقل أن يساورك الشك ولو لثانية في النصر العظيم القادم على أيدي اليمانيين المستضعفين الفقراء الذين اختصهم الله تعالى بقائد عظيم حكيم مرتبط بالله وواثق فيه
وهل يعقل أن تصاب بالإحباط واليأس من تصرفات وأخطاء بعض الحمقى الهوجائيين من المحسوبين على المسيرة.
تأكدوا أن الله تعالى لن يضيع دماء شهدائنا الأبرار الزكية الطاهرة، وليعمل كلٌ من جهته بجد وإخلاص وإتقان.
وارفع رأسك كونك أحد أفراد شعب عزيز كريم مظلوم معتدى عليه مؤمن بربه,
ولكن لا تغتر ولا تصاب بالعجب.