الشيخ النمر ، والعدوّ المشترك
عبدالرحمن غيلان
أن تقف مع المظلوم بغير حقّ ، فأنت مع الحقّ الإنسانيّ الخالص بغضّ النظر عن اختلافك أو اتفاقك مع دينه ومذهبه ولونه وجنسيته .. وذلك ما كان من موقفنا الثابت مع المغدور به ظلماً وعدوانا الشيخ نمر النمر .
قتله آل سعود، لأنه خالف منهجهم ونحن نخالف منهجهم .. قتلوه لأنه قال لهم (لا) في حين غالبية القطيع قالوا لهم ( نعم ) ، ونحن قلنا لهم (لا ) .. قتلوه لأنه دافع عن المظلومين في سجونهم والمغدورين برصاصاتهم ، ونحن فعلنا مثله .. قتلوه لأنه عرّى حقيقتهم النجسة أمام العالم ، ونحن فعلنا كذلك .
إذاً نحن كشعبٍ يمنيّ عانينا وما زلنا من آل سعودٍ وتحالفهم المشبوه داخلياً وعربياً وعالمياً ، وقدمنا قوافل من الشهداء ، وهُدّمت بيوتنا ، وقُصفت مصالح حياتنا ، ودُمرت بنيتنا التحتية من قِبَل آل سعود ومن حالفهم ، فبالتالي يجب علينا أن ندافع ونتضامن ونؤازر كل من يقع عليه ظلم وطغيان هذه الأسرة المستقوية على الأفراد والشعوب بمالها الذي استحوذت عليه بغير حق .
وكثيراً ما حاول آل سعود وحلفاؤهم أن يمارسوا تضليلهم في محاولاتٍ متعددة ميدانياً بأن يُدخلوا الشعب اليمنيّ في حربٍ طائفية ومذهبية ففشلوا .. وعادوا بتضليلهم الإعلامي في محاولةٍ بائسة لجرّ هذا الوطن لحروبٍ كلامية هدفها الترويج والتهويل والاستنباط والاستنتاج لفتح بؤرٍ مذهبية وطائفية عبر أدوات إعلامهم المشبوه فعجزوا مجدداً عن إيقاد الفتنة ، رغم ما يحاولون من استثماره في كلّ مناسبةٍ دينية ووطنيّة لينفذوا من خلالها لبثّ سمومهم العقائدية النتنة ، معتمدين في ذلك على إعلامهم الخارجي وأدواتهم في الداخل .
إننا أمام معركة كبرى هي أبعد من مجرد تدمير بنيان أو حصد أرواح .. بل هي محاولة بائسة لتدميرٍ متكامل للأرض والإنسان والتاريخ والوعي والإرادة ، وتزييف مادّي ومعنويّ لكل ما من شأنه النهوض باليمن أرضاً وإنساناً ليسهل عليهم السيطرة عليه وتسييره وفق خططهم العميقة في سوئها ، والخطيرة في مرماها القريب والبعيد بحسب ما يستمدونه من تعاليمٍ صهيونية ندرك جيداً بأنها ستقضي عليهم ويحترقون في أتونها طالما كنا مستيقظين ومتنبّهين لكل ما يُحاك لنا .
لهذا كنا وما زلنا وسنبقى مع الحق وأهله ، ومع كل مظلومٍ على وجه البسيطة يواجه صلف آل سعود ومن حالفهم .. وستظلّ إرادتنا متجددة بحجم سوداوية هذه الفواجع اليومية ، وبمقدار ما فعله ويفعله بؤس حقدهم الكبير على وطن الإيمان والحكمة .. وإنّا لمنتصرون .