“معزوفة الحفاة وتلاوة البطولات”
محمد الصفي الشامي
حُفاة بُسطاء ، يرتدون أثواباً رماديةً ، لا تقبل الكي ، وآخرون بأقمصةٍ منتوفة ، يقطعون الطرق والمسافات ، ويتسلقون الجبال والهضاب ، ويعبرون السهول والأودية ، وأصابعهم على الزناد .
انطلقوا إلى ساحات الشرف والبطولة ، ولبوا داعي الجهاد ، هبوا ونزعوا عنهم دثار العجز والركون وتنسموا نسائم الحرية والكرامة في ميادين العزة والشرف ، ونفضوا عن ناصيتهم غبارات السنين ، ليقتلعوا الاستحمار ، ولينتزعوا جُحا القاعدي ومساميرها لداعشية التكفيرية المتمثلة بالغزاة ومرتزقتهم ، نعم / أمريكا هي من تكتب تاريخ إنتاج تلك الجماعات ، إلا أن أبطال اليمن هم من يسجلون تاريخ انتهائها.
يُنكرون الخوف ، ويحاربون أعداء الإنسانية ، غير آبهين في أي وادٍ وأي جبل وقفوا أو سقطوا ، ليس ذلك غريباً عليهم منذ أن امتشقوا بنادقهم ضد تحالف الشر على اليمن ، فهم من رضعوا البارود من “جرمل وزاكي” حسب تعبير أحد الشعراء في الزامل اليمني .
بلا شك أن النتائج بيد الله ، لذلك هم يجددون الثقة بهِ في كل وقتٍ وحين.. يعقدون العزم ، ويدرسون خطوات كُل عمليةٍ عسكرية يقومون بها قبل تنفيذها ، متوكلين عليه ، يقارعون الغزاة في ما وراء الحدود ، وعلى امتداد الشريط الساحلي القادمين من وراء البحار ، حتى تصبح أرض ومياه اليمن كـ “جهنم” بالنسبة للغزاة ، من جاء إليها منهم ابتلعتهُ بعد أن يحرق بنيران أبطالها ، وتقول بعد ذلك “هل من مزيد”..!!
ليلاً من بين الأشجار ، في سوادٍ يفك إزار الليل ، يرسل لهم القمر خيوط من النور تتسلل من بين تلك الأغصان ، وتساعدهم على معرفة معالم الطريق ، ليعبرون قدماً إلى الأمام نحو مخابئ العدو .
ملاحمٌ بطولية يسطرها أبطال اليمن الصناديد البواسل في العديد من المواقع العسكرية التابعة للعدو في ما وراء الحدود ، غالبيتها تمتد على مساحة واسعة ، مزودة بحراسة مشددة ، وسياجات أمنية ، وجدار مزود بأسلاك شائكة ، ورتل كبير من الآليات والدبابات والمدرعات والمجنزرات وكاسحات الألغام ، التي تعتبر من أقوى الصناعات العسكرية الأمريكية ، يتمكنون من إقتحامها والسيطرة عليها بشكل كامل ، رغم الغطاء الجوي للطيران الحربي الذي يساند جيش العدو قبل أن يلوذ بالفرار ، عشرات مقاطع الفيديو المصورة لتلك المعارك وزعها الإعلام الحربي اليمني ، معارك حقيقية ليست من الخيال ولا من أفلام “TOP MOVIES” أو “MBC Action”..
معاركّ أبطالها رجال الجيش واللجان الشعبية ، بندقياتهم وأعينهم تلمع كالبرق ، يقتحمون مواقع العدو ويدخلونها بسرعة فائقة كإنهيارٍ ثلجي من قمم الجبال ، فيما جحافل الجنود من أعدائهم يفرون يتشتتون ، كما تذرو الرياح الهشيم .!!