عواصم/ وكالات
دخل اول اتفاق بين الفاتيكان والفلسطينيين حيز التنفيذ اعتبارًا من يوم السبت الثاني من (يناير)، وهو اتفاق هاجمته اسرائيل واعتبرت ان له نتائج سلبية على عملية السلام في الشرق الاوسط.
وقد تم توقيع هذا الاتفاق بين الطرفين في (يونيو) الماضي، بعد مرور عامين على اعتراف الكرسي البابوي بالاراضي الفلسطينية، باعتبارها دولة ذات سيادة في (فبراير) 2013م.
ويتعلق هذا الاتفاق بالعمليات والنشاطات التي ينفذها الفاتيكان في بعض المناطق ضمن الاراضي المقدسة، وهي تخضع حاليًا للسلطة الفلسطينية، غير ان اهمية هذا الاتفاق تفوق هذه التفاصيل، حسب صحيفة ذا لوكال، التي اشارت الى انه يمثل رمزًا مهمًا لتطور المساندة الدولية للدولة الفلسطينية.
ونشر الفاتيكان بهذه المناسبة بيانًا قال فيه: ان الاتفاق الشامل بين الكرسي البابوي ودولة فلسطين، الموقع في 26 (يونيو) في عام م2015، دخل حيّز التنفيذ وقد ابلغ الطرفان أحدهما الآخر بهذا التطور.
وجاء في البيان: “سيهتم الاتفاق بجوانب اساسية لحياة الكنيسة ونشاطها في فلسطين، فيما يؤكد مجددًا دعمه حلًا سلميًا وقائمًا على التفاوض للنزاع في المنطقة”.
وكان الفاتيكان قد اثنى على الاتفاق عند توقيعه في (يونيو)، لا سيما وأنه يتضمن بنودًا تتعلق بحماية حقوق المسيحيين، واعتبار ذلك انموذجًا تقتدي به دول عربية واسلامية اخرى في علاقاتها مع الاقليات المسيحية، التي تتعرض الى تمييز متزايد في الشرق الاوسط.
إلى ذلك، هاجمت اسرائيل هذا الاتفاق واعتبرته سابقًا لاوانه وقالت إنه ذو تأثير سلبي على جهود حث الفلسطينيين على استئناف المفاوضات المباشرة مع الدولة العبرية.
يذكر ان بين اسرائيل والفاتيكان علاقات دبلوماسية منذ عام 1993م، ولكنها لم توقع أي اتفاق معها حتى الآن يتعلق بحقوق المسيحيين هناك، علما ان مفاوضات في هذا الاتجاه تجري منذ عام 1999م، ولكنها تصل دائما الى طريق مسدود عندما يتعلق الامر بوضع القدس.
من جانب آخر دمرت القوات الاسرائيلية صباح امس الاول منزلا يعود لفلسطيني في القدس الشرقية المحتلة، وصبت الاسمنت على منزل آخر في المنطقة نفسها. ويعود المنزلان الى فلسطينيين شاركا في هجومين دمويين هما الاكثر عنفا في موجة الهجمات الاخيرة التي بدأت في الاول من اكتوبر.
وقام الجيش الاسرائيلي بصب الاسمنت على ابواب ونوافذ منزل عائلة علاء ابو جمل في حي جبل المكبر في القدس الشرقية، ما يحرمه من كل المنافذ ويجعله غير قابل للسكن.
وكان ابو جمل صدم في 13 اكتوبر اشخاصا بالقرب من موقف للحافلات في القدس بسيارته قبل ان يترجل منها ويهاجمهم بسكين ما ادى الى مقتل حاخام اسرائيلي. ثم قتل بدوره برصاص الشرطة.
وعلاء (33 عاما) هو ابن عم غسان وعدي ابو جمل اللذين نفذا في 18 نوفمبر 2014م هجوما على كنيس يهودي في حي هار نوف في القدس الغربية ما ادى الى مقتل خمسة اسرائيليين هم اربعة حاخامات وشرطي قبل ان تقتلهما الشرطة الاسرائيلية.
كما اقدمت القوات الاسرائيلية على تدمير جدران منزل بهاء عليان الواقع في الطابق الثاني من مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق.
وفي 13 اكتوبر، ركب عليان حافلة اسرائيلية في القدس مع بلال غانم، واقدم الاثنان على اطلاق نار وطعن اسرائيليين في الحافلة، ما ادى الى مقتل ثلاثة اشخاص. وقتل عليان بينما اعتقل غانم.
ووصل مئات من افراد قوات الامن الاسرائيلية في وقت مبكر من صباح امس وابعدوا السكان عن موقعي الهدم والاغلاق.
واكدت متحدثة باسم الجيش لوكالة الصحافة الفرنسية ان العملية نفذتها قوات مشتركة من الجيش والشرطة الاسرائيلية.
وقال محمد عليان، والد بهاء، لوكالة الصحافة الفرنسية :”لا املك اي مكان اخر للذهاب اليه”، موضحا “قال الجيش لنا سنقوم بتدمير المنزل اخرجوا هذا الاجراء يعاقب ابا واما واخا واختا واربعة اطفال” يقيمون في المنزل.
ومنذ بداية اكتوبر، قتل 138 فلسطينيا بينهم عربي اسرائيلي واحد، بالاضافة الى 22 اسرائيليا وامريكي واريتري في اعمال عنف تخللتها عمليات طعن ومواجهات بين فلسطينيين واسرائيليين واطلاق نار، وفقا لتعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
وبعد اندلاع موجة العنف، قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو تسريع عمليات هدم منازل منفذي الهجمات. ويعتبر معارضو هذا الاجراء بأنه عقاب جماعي يلحق ضررا بالعائلات التي تجد نفسها بدون مأوى.
ويستخدم الاجراء المثير للجدل في الضفة الغربية، كما استانفت اسرائيل تطبيقه في القدس في نوفمبر الماضي بعد ان توقف لخمس سنوات.
وبحسب الامم المتحدة، قامت اسرائيل بهدم 19 منزلا تعود لعائلات وجيران منفذي الهجمات الفلسطينيين العام الماضي.