الشهر التاسع
عبدالمجيد التركي
الشهر التاسع من العدوان السعودي على اليمن.. وما تزال طائرات وصواريخ آل سعود وحلفائهم تقصف كل شيء، حتى اللحظة.
آل سعود- حسب توهُّمهم- يحاربون المشروع الإيراني.. يحاربونه في اليمن طبعاً..
يحاربوننا على حرية الفكر والمُعتقد.. رغم أنهم صدَّروا الوهابية والتكفير إلى كل بقاع الأرض.. وبالأحرى لم يعودوا يعرفون لماذا يحاربوننا!!
هل قلتُ يحاربوننا!!
الحرب لا تكون إلَّا بين قوتين متكافئتين، وتكون مواجهة.. لكنهم يأتون ليلاً كاللصوص ليقصفوا، ويأتون نهاراً لينثروا صواريخهم الحاقدة فوق المصانع والمعسكرات، ومحطات البترول والغاز، وأجساد الأطفال!!
لم يعد لدينا طائرات، فقد قصف العدو السعودي، في أولى طلعاته، قاعدة الديلمي الجوية ومطار صنعاء الدولي، ودمر الطائرات الحربية المتواضعة، وما يزال إلى اليوم يقصف معسكراتنا لتدمير السلاح اليمني..
لم يعد لدينا ما نخسره، وحين يصل الإنسان إلى هذه الدرجة فإنه يفقد معنى الخوف، ولا يحضر في أنفه سوى رائحة الموت..
احترق الكثير من الأطفال والرجال والنساء.. كأنَّ المجرم سلمان كان يحتاج لحفلة شواء ليشبع نهمه في الدفاع عن الإسلام.. إسلام محمد بن عبدالوهاب، وليس إسلام محمد بن عبدالله.
هل وصلتكم رائحة شواء أجسادنا المتفحِّمة!!
لا تتذرَّعوا بإيران ومحاربة المشروع الفارسي في اليمن.. إيران مشغولة بالصناعة النووية وتخصيب اليورانيوم، وليست مشغولة، إلى هذه الدرجة، بنشر مذهبها كما تفعل السعودية وتضخّ الأموال وتشتري الولاءات لنشر المذهب الوهابي وتفريخ الدواعش..
تعلمون جيداً أن اليمن أكبر من مملكتكم الطارئة.. ولكن ثقوا بأنكم لن تستطيعوا الخروج من هذه الورطة، فلا يمكن أن تصبح السعودية دولة عظمى لمجرد أنها تستعرض عضلاتها في اليمن، وترتكب إبادات جماعية ومجازر تقشعر لها جلود الوحوش..