زوال المملكة

اسكندر المريسي

بغض النظر عن صمود اليمن في وجه العدوان السعودي الذي دخل شهره العاشر وبغض النظر عن الدعوات لوقف المغامرات العسكرية السعودية في اليمن إلى ضرورة وقف العدوان الذي تنفذه الرياض مع حلفائها المأجورين ضد الشعب اليمني، فإن ما يسمى بعاصفة الحزم دخلت بالتأكيد مرحلة الفشل الذريع ولم تحقق أهدافها الخبثة وإنما أظهرت حالياً انعكاسات سلبية داخل عصابات المملكة المتمثلة بسلمان وولي عهده ووزير دفاعه .
العصابات الثلاثة المشار إليها هي من يمثل حاليا مملكة آل سعود التي أردات بعدوانها الهمجي والسافر على اليمن ترحيل أزمتها الداخلية سعياً من جانبها لتفادي التحديات الحقيقية التي تعصف بتلك المملكة وتظهر أن مغامرتها العسكرية قد فشلت فشلاً ذريعاً، وليس ذلك  فحسب وإنما كما أشرنا انعكست سلباً على تلك المجموعة الطائشة والمغامرة وما يؤكد حقيقة ذلك هو الانقسام الداخلي الواضح وإن كان العدوان السعودي على اليمن لتفادي ذلك الانقسام في   محاولة يائسة  الهدف منها تجديد وإعادة إنتاج مملكة بدأت لكي تنتهي في المرحلة المقبلة جراء جملة التحولات السياسية والإقليمية وما نتج عن ذلك من متغيرات تظهر حقيقة أن العمر الافتراضي لتلك المملكة لا يمكن أن يتمدد من خلال العدوان السافر على اليمن وإنما العكس صحيح.
بدليل أن عصابة اسرة  آل سعود تواجه كما أوضحنا أزمة شديدة أظهرت حقيقة الانقسام المشار إليه إلى درجة أن تلك المجموعة المغامرة والطائشة بدأت تجري اتصالاتها مع أطراف إقليمية ودولية من ضمنها عمان استجداءً للحل السلمي وبحثاً عنه بطريقة غير مباشرة للخروج من دوامة الأزمة التي تشهدها العائلة السعودية في الظرف الراهن جراء جملة من المتغيرات أبرزها أن ما يحدث هو عدوان سعودي سافر ضد الشعب اليمني ولا يمتلك ذلك العدوان أي مبررات سوى الخوف النفسي والرعب المبطن المسكون في مملكة البخور والنفط من اليمن ومن أن تكون عاملاً سلبياً يسرع من حقيقة التحولات التي ستنهي آل سعود.
ليس من تلك المملكة المترهلة التي دخلت مرحلة النهاية ولكن من جزيرة العرب بشكل كامل، خصوصاً وهي تنفذ ذلك العدوان دون أن تجد حالياً من اليمن الرد الشافي والكافي والذي سيكون بالتأكيد حقيقة لا محال عنها.
فآل سعود وفدوا من خارج الجزيرة العربية وبالتالي سقوطهم الوشيك مسألة وقت وستلفض بهم حركة التاريخ إلى خارج جزيرة العرب خلافاً لليمن التي هي أساس تلك الجزيرة وعامل أساسي في استقرارها وبالتالي اليمن في الجزيرة العربية جزء أصيل ومكون فاعل ووجدت لكي تبقى وتستمر وتنتصر وتنهي مشاكلها الداخلية وتخرج من أزمتها الراهنة  ،خلافاً لآل سعود الذين هم حالة شاذة وغير قابلة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحول العدوان دون سقوط تلك الظاهرة الشاذة وانهائها وإلى غير  رجعة بالنظر لفشل عدوانهم السافر وصعوبة تحقيق أهدافها في ترويض أو تطويع اليمن لكي تكون  تحت سيطرة عصابة آل سعود.
وبالتالي ليست النداءات الإقليمية والدولية بضرورة وقف العدوان على اليمن من سيؤدي ذلك  ، وإنما الأزمة المشار  إليها داخل الديوان الملكي من سيؤدي إلى وقف ذلك العدوان ولا تستطيع أي قوة في العالم أن تمنع اليمن من دراسة سبل وإمكانية الرد بعد وقف العدوان أو في حالة استمراره وستثبت الأحداث وتؤكد حقيقة ثابتة لا مجال من التشكيك فيها أو التقليل من أهميتها وهي أن آل سعود ستذهب إلى خارج التاريخ غير مأسوف عليها لأنها صناعة يهودية بكل المقاييس وستبقى اليمن كحالة طبيعية لن تقود الجزيرة العربية فحسب ولكنها ستقود العالم كله وليس ذلك محض افتراء وإنما يعتبر تجسيداً لحقائق التاريخ والجغرافيا وما العدوان السعودي إلا تأكيد لحقيقة أن اليمن حالة طبيعية وأن هذا الضجيج الذي يمارسه العسيري وغيره ليس إلا طفرة آنية فرضتها صناعة انجليزية لا يمكن أن تستمر في جزيرة العرب.

قد يعجبك ايضا