اسكندر المريسي
تكتسب العلاقات اليمنية الروسية اهمية بالغة حيال جملة التطورات الجارية على صعيد ما يمكن وصفه بتحالف روسي يمني تجسد بإدانة موسكو للعدوان الذي تتعرض له اليمن ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني في أحلك الظروف، ولعل المباحثات الناجحة التي اجراها الزعيم صالح في لقائه الاخير مع سفير روسيا الاتحادية وما نتج عن ذلك من تفاهمات حيال العلاقات بين الجانبين تعكس عمق العلاقة بين البلدين والتي شملت جوانب عديدة فضلاً عن رسوخ ومتانة تلك العلاقات بين الحكومتين اليمنية والروسية عبر مراحل تأريخية متعاقبة شهدت خلالها العلاقات اليمنية الروسية تطوراً واسعاً وازدهار لا مجال لإنكارة بالنظر للمنح الدراسية والبعث العسكرية وتبادل الخبرات بين الجانبين .
وهذا يتطلب لأهمية استمرار تلك العلاقات ان تتوسع بمجالات التعاون وتشمل ابعاداً مختلفة خصوصاً وقد اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرارا أن الاتحاد السوفياتي سابقاً إذا لم يكن مع الحقيقة فإنه لن يخونها بقدر ما سيكون صديقاً للحقيقة سيما وتحالف العدوان امر أدانته موسكو ، وهذا يتطلب قدراً عالياً من الوعي الموضوعي لما من شأنه ان تثمر تلك العلاقات وتسفر عن مبادرة بناءة تتقدم بها روسيا الاتحادية كقوة اقليمية ودولية تشتمل على عودة الاوضاع الى ما قبل العدوان كشرط اساسي لإيقاف العمليات الحربية على اليمن.
تلي ذلك الدعوة الى مؤتمر حوار بين الجانبين اليمني والسعودي كما قال رئيس اللجنة الثورية محمد علي الحوثي والزعيم صالح بأنه لا حوار مع المرتزقة وهذا قول صحيح ويمثل عين الصواب ، فليس للحقيقة إلا وجه واحد ولكن المتضررين من الحقيقة يجعلون لها الف وجه .
وهذا يتطلب ان تكون المبادرة الروسية ضمن الأولوية على ان يتم استبدال ما يسمى بالحوار بالوكالة بين مسميات تعمل كبحاح وهادي ضمن أجندة سعودية ترمي إلى تفكيك اليمن وتمزيق نسيجه الاجتماعي واستمرار حالة الحرب الهمجية على ان يكون الحوار بين صنعاء والرياض شرط توقف العدوان العسكري بكافة أشكاله وانواعه ما لم فإن مملكة الشر لن تكون بمنأى عن التأثيرات الناجمة عن عدوانها.
وهذا يعيد إلى الاذهان ما كان يردده يهود نجد والحجاز بأن بقاء المملكة يتوقف على علاقاتها مع اليمن سلماً وزوال المملكة يتوقف على علاقاتها مع اليمن حرباً وفي نهاية المطاف ستزول مملكة اليهود وتبقى اليمن .
Prev Post