أحزاب التحالف
في 6 فبراير 2003م المعارضة اليمنية أعلنت توحدها تحت ما سمي “اللقاء المشترك ” إلى هنا تبدو خطوة جيدة إذا لم يخطر في بال أحدنا لماذا توحدوا ، وما هي القضية التي عزموا النضال من أجلها ؟!
أثبتت الأحداث مع مرور الأيام بأنهم توحدوا أو تحالفوا بالأصح من أجل انتزاع السلطة التي لطاما سال لعابهم عليها وهم يخوضون المعارك السياسية كأحزاب فردية في سبيل الوصول إليها، أخفقوا مراراً وتكراراً أمام مرشحي المؤتمر الشعبي العام وبرامجه التنموية والاقتصادية والثقافية ، لم يعرفهم الشعب ككوادر وطنية وكفاءات إدارية جاءت احد ميادين الإنتاج والبناء ، بل عرفهم كرموز سياسية تبحث عن السلطة منذ نعومة مخالبهم الفتاكة ، أعرف أن تسميتهم “رموزاً” كبيرة عليهم بمعناها الإيجابي عدا أني أرغب مقارنتهم مرة أخرى بالرموز الانتخابية التي تملأ الجدران والطرقات والجرائد مع كل موسم انتخابي .
هكذا هم فارغون تماماً كالرمز الانتخابي الذي يساوي صفراً بالنسبة لعامة الشعب الذي كان ومازال بانتظار سواعد قوية وأياد أمينة تجيد البناء وتتقن العمل في شتى ميادين الحياة المتواضعة بأبجدياتها السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية المتوارثة من أنظمة عقيمة وفاشلة وبدائية ، والغنية في نفس الوقت برجال وطبيعة هذه الأرض الطيبة منذ الأزل .
نعم…تحالفوا وأعلنوها من منابر المساجد ونوافذ السفارات أننا نفرُ من الناس قد قررنا الوصول إلى الحكم مهما كان الثمن…لم يشهروا برنامجاً سياسياً أو اقتصادياً أو حتى رياضياً ليقنعوا الشعب بأحقيتهم بحكمه وإدارة شؤون دولته بل اكتفوا برغبتهم في الجلوس على كرسي الحكم ” هكذا ثقالة ” وبدأوا من فورهم بالبحث عن أخطاء الكوادر الذين يعملون ليلاً ونهاراً خلف الأضواء ويبذلون قصارى جهدهم في إدارة البلاد في شتى المجالات وعملوا على تضخيمها ثم انتقلوا إلى مرحلة شمروا فيها عن سواعد الشر وانخرطوا في صناعة الأخطاء وتسويقها إعلامياً في الداخل والخارج وتحولوا إلى معاول هدم وخراب تنخر بمساعدة أطراف خارجية باتت معروفة للجميع .وبصراحة ربنا أبدعوا كمخربين كما لم يبدع أي شيطان قبلهم ، إذ أنهم لم يصطادوا في الماء العكر فحسب _ بل وصل بهم “حلم السلطة” للاصطياد في مياه المجاري ومقالب القمامة وحمامات المساجد وغرف الإنعاش والتوليد وحتى في المستنقعات المؤقتة التي خلفها المطر ذات عام في الربع الخالي..!
وعندما عجزوا عن اثبات خلل فني من شأنه أن يسيء إلى البنية التحتية التي كانت تشيد كل يوم في كل المحافظات لجأوا إلى التشكيك في المنهج الدراسي في مجال التعليم ، واتهموا الجيش بأنه عائلي في المجال العسكري ، ونعتوا الإعلام بأنه ” بوق الحاكم ” ووصفوا القضاء بأنه غير عادل ، والانتخابات بأنها ليست نزيهة ، وهكذا ألحقوا الأذى بكل منجز وطني وشوهوا آلاف المشاريع بآلاف التهم التي لم تكلفهم في معظم الأحيان سوى إطلاق صفة سلبية لمشروع أو مؤسسة أو دائرة حكومية ما وترك بقية عملية الهدم لقواعدهم من النساء والشباب الدائرين في فلكهم .
لا أريد أن اذكر بالتاريخ ماذا حدث بعد إشهار اللقاء المشترك ” تحالف الشر ” لأسباب كثيرة من بينها ” لا تفتش مغطى ولا تغطي على مفتوش ” لكنا نعرف جميعاً بدون تذكير أن الوحدة اليمنية كانت حدثاً مقدساً ومشروعاً وطنياً قومياً تفاخرت به كل الشعوب العربية وكانت الوحدة اليمنية أم المشاريع السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية إلى ما قبل إعلان تحالف الشر الذي رفع النزاهة عن كل طاهر ووصم بالفساد كل كادر ونبز بالعيب كل صالح !
بعد هذا التاريخ ظهر الفساد في البر والبحر والقمح والشعير وبدأت تحالفات ما قبل الوحدة والثورة باستعادة كياناتها وإن بأسماء مختلفة قليلاً ومستعارة أحياناً تحت إشراف تحالف الشر و ترعرعت المنظمات والجمعيات التي أنجبت في نفس التاريخ لنفس الغرض .
تمخض التحالف الداخلي ” اللقاء المشترك ” بإنجاب تحالف خارجي تجسد اليوم في العدوان على اليمن والذي ما زال يصب آلاف الصواريخ إلى الجسد اليمني الطاهر وتاريخه العظيم ، اليوم تحالف الشر الخاريجي يقصف البنى التحتية بصواريخ لا تختلف كثيراً عن التهم والأوصاف السلبية التي أطلقها تحالف الشر عليه من الداخل.
وسلامتكم