عام الدماء والدموع
حمدي دوبلة
لم يكن أحد من أبناء اليمن يتوقع أن يكون هذا العام 2015م الذي يوشك على الانقضاء حافلا بكل هذه الأحداث الجسام واللحظات العصيبة وان تسفك فيه كل هذه الدماء الزكية وان يسود كل هذا الدمار والخراب ربوع بلادنا الحبيبة.
لم يخطر ببال أحد من اليمنيين حتى أشد المتشائمين منهم أن تحمل الينا أيام وأسابيع وشهور هذا العام كل تلك الآلام والخطوب وان تتوجه الينا أيادي أشقائنا من ذوي القربى والجوار بكل هذا الحقد والانتقام وان تستميت في قتلنا و تدمير وسائل حياتنا باستخدام أحدث ما توصل إليه العالم ومن أدوات إزهاق أرواح البشر وتخريب ونسف مقومات الحياة الإنسانية وضخ الأموال الطائلة في سبيل استجلاب قوى ومجرمي الدنيا إلى أرضنا للعبث فيها وممارسة نزعاتهم الشريرة في أرجائها الطاهرة.
عام حمل الينا دموعا وبؤسا ومعاناة وصلت إلى كل بيت يمني على أيدي الأشقياء من أشقائنا أعراب الصحراء الذين انسلخوا من كل تعاليم السماء وأعراف الأرض وتجردوا من كل القيم الإنسانية في حربهم العدوانية الظالمة على أشقائهم الفقراء في بلاد الإيمان والحكمة فقتلوا الأطفال والنساء ومارسوا إزهاق أرواح الأبرياء كبارا وصغارا على أوسع نطاق وهدموا المدارس والمشافي والمنشآت المدنية والخدمية وقصفوا الطرقات والجسور والأنفاق واستهدفوا الأحياء السكنية الآمنة في المدن والقرى بالصواريخ والقنابل المحرمة دوليا ليهدموا البيوت على رؤوس ساكنيها الفقراء البائسين ممن لا يمتلكون قوت يومهم.
لم يتردد أشقاؤنا المترفون والغارقون في ملذات النعيم والثراء الفاحش في تأليب الدنيا على قتلنا وشراء الذمم والمواقف حول العالم لضمان التواطؤ بل ولتأييد هذه الجريمة التاريخية في إبادة شعب عريق والتي أضحت تُرتكب علانية أمام الإشهاد ممن استسلموا لبريق المال المدنس وراحوا يساهمون في نسج فصول الجريمة من خلال تصوير الجلاد وكأنه ضحية وإظهار الضحية المضرجة بدمائها في ثياب القاتل الجاني في أغرب مهزلة يشهدها التاريخ الإنساني قديمه وحديثه.
بضعة أيام فقط وندخل إلى رحاب عام جديد ولايزال العدوان»الشقيق» الذي دخل هو الآخر شهره العاشر على دأبه في التنكيل باليمنيين والبطش والعبث بحياتهم ومصادر أقواتهم ولم يشبع هذا العدو المتقمص لدور الصديق المعين دماءً وقتلا حتى بعد أن قتل وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء فهاهو يرتكب المجزرة تلو الأخرى ويستهدف كل شئ ينبض بالحياة أمامه حتى مزارع الفلاحين وقوارب الصيادين لم تسلم من نيران الحقد السعودي الذي استمرأ القتل وراق له هذا الصمت الدولي المفضوح إزاء جرائمه وانتهاكاته الصارخة بحق الإنسان والإنسانية.