ن ……….والقلم…عبدالجبار نعمان ..

عبدالرحمن بجاش
يصبح من المؤلم أن تسأل فقط: من هو عبدالجبار؟ ومؤلم أكثر أن تذكر وتتذكًر أنه الفنان والرسام التشكيلي الكبير والذي له على كل جدار بصمة, وأي بصمة, فن هو للناس, من الناس, وإليهم يعود.. ولكن!!. عبدالجبار ضرب في عمق أعماقه حين استولى على رزقه دهاقنة الفساد, فاستولوا على ما كسب أرضية من شقاه وكده وتعبه, فانتصروا لأنفسهم بأنفسهم واستولوا عليها ظلما وعدوانا!!, لمن يحتكم؟ إلى لا أحد. في جنازة شقيقته أمس سألته: لمن؟ قال لأرحم الراحمين, أما أنا – أضاف – فلم ولن استطيع, أخذوا حقي بحكم السلطان الذي ينتمون إليه!!. كل الألم لفقدان الحق كوم, وفقدان الشقيقة كوم, والصحة وتدهورها تحت ضغط الألم وقلة الحيلة كوم ثالث ورابع. اُدرك أنني كمن يصرخ في البرية, فالظرف قاهر واستثنائي بكل تفاصيله, وكل حانب بنفسه, وعبدالجبار يُعاني من مشكلة صحية عويصة في ساقه الأيمن بحاجة إلى عملية بالليزر, وتكلف مبلغا كبيرا, ليس بوسعه تحمله, فمن نُخاطب؟ ولمن نوجه الخطاب!! ولمن نقول, حسبي أنني قلت, فإذا وجد من يلتقط الخيط أكون من الممتنين باسم عبدالجبار, وأن لم فأكون ممتن للظروف التي جمعتني به, وجعلت قلمي يُذكِر به, وهو الإنسان المُسْتَحَقْ للتذكر, والتكريم, فمن يُكرِم؟ ومن يُذكِر؟ التكريم لا أحد يُكرم, والتذكير؟ أنا اُذكِر. على أنه من الضروري أن اتَذكر وأذكر أن عبدالجبار شفاه الله, كان مدرسنا للتربية الفنية بمدرسة ناصر بتعز, فقد فتحنا عيوننا على اللون بفضله وهو المدرسة, ليأتي بعده الأستاذ محمد عبدالرقيب نعمان قريبه وأستاذنا في المادة وفي نفس المدرسة, محمدا هو أول من علمنا أن الأرقام الانجليزية أصلها عربي, وكان يشرح لنا ذلك مرات كثيرة على السبورة بمدرسة ناصر الأثيرة التي كانت أمام المدرسة الأحمدية بتعز التي هدمها التخلف المقيت!!, لأنها شهدت أول حركة مطالبة بالتغيير, حين ثار طلبتها وهم ينتمون إلى كل البلاد, حركة الطلاب التي تواصلت يومها في البلاد كلها, ظلمت فلم يكتب أحدا عنها, كما ظلمت بالضياع أشياء كثيرة جدا, والآن يُنسى كل شيء, وأول المنسيين الفنان الكبير عبدالجبار الذي أتمنى أن تجد حروفي أعين تقرأ وتبادر إلى انقاذه قبل أن يفقد أصابع رجليه, أرجوا ألا يذهب صوتي في البرية, فعبدالجبار قيمه كبيرة, ولوحاته كما قال مرمية في البيت لا يجد أحدا حتى يأخذها بنصف القيمة, وأنا أقول حرام أن يأخذها أصلا من لا يقدرها.., على أن الظرف الذي يعيشه نعمان يستدعي من أحد ما أن يتحرك, هل هناك نقابة للتشكيليين؟ أم أن حال الصحفيين يسحب نفسه في مساحة الإبداع المترامية الأطرف؟ هل من يسمع؟ اسئلة تفتح الباب لاسئلة أكبر, من يجيب عليها!!.

قد يعجبك ايضا