(رياضة الثورة) ترصد الحصاد الرياضي للعام 2015م

> برشلونة يكتسح البطولات .. وموسم أسود لامبراطورية الكرة

> المنشطات تهيمن على ألعاب القوى .. وأحلام ضائعة في عالم التنس

أنهى فريق برشلونة عام 2015م بالتتويج بمونديال الأندية ليثبت نفسه كأفضل فريق في العالم، ويؤكد أن ثلاثي هجومه الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار يسيرون على خطى ثابتة نحو كتابة سطر جديد في تاريخ كرة القدم عامة والبرسا خاصة.
بفضل الثلاثي تمكن برشلونة بطل أوروبا من هزيمة ريفر بليت الأرجنتيني بطل أمريكا الجنوبية بثلاثية نظيفة في نهائي مونديال الأندية، حيث سجل سواريز هدفين وميسي واحدا، علما بأن نيمار ساعد في صناعة هدفين، ليصبح برشلونة الفريق الوحيد في العالم الذي يتوج بالبطولة ثلاث مرات (2009 و2011 و2015م).
وتساوا ميسي وسواريز مع الأرجنتيني سيزار ديلجادو كهدافين تاريخيين لمونديال الأندية، بتسجيل كل منهم خمسة أهداف في تاريخ البطولة.
فسجل الأوروجوياني في النهائي الهدف الثاني والثالث للبرسا في مرمى ريفر بليت على ملعب يوكوهاما الدولي باليابان، فيما كان قد أحرز “هاتريك” في مرمى جوانجزو إيفرجراند الصيني في نصف نهائي البطولة.
أما ميسي فعادل رقم مواطنه الأرجنتيني ديلجادو، بعدما تمكن من إحراز هدف في مرمى ريفر، بالإضافة إلى هدفين سجلهما في نسخة 2011م واثنين آخرين في نسخة 2009.
كما أصبح سواريز -الذي حصل على جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في البطولة- الهداف الأول الذي يسجل خمسة أهداف في نفس النسخة من البطولة، متجاوزا البرازيلي دينيلسون الذي سجل أربعة أهداف مع فريقه الكوري الجنوبي بوهانج ستيلرز.
وحاز البرسا لقب الدوري والكأس المحليين بعدما كان قد بدأ موسم 2014/2015م مع مدربه الحالي لويس انريكي بشكل يثير الشكوك في قدرة الفريق على تجاوز الموسم الكارثي الذي سبقه مع مدربه الأرجنتيني تاتا مارتينو.
لكن سارت الأمور في النصف الثاني من الموسم بشكل مُرضٍ، ليتمكن البلوجرانا من تجاوز غريمه التقليدي ريال مدريد واستعادة لقب الدوري ثم الفوز بالكأس ودوري أبطال أوروبا على حساب يوفنتوس، ثم كأس السوبر الأوروبي، وكان في طريقه لتكرار السداسية التاريخية لولا التعثر المفاجئ أمام اتليتكو بلباو في كأس السوبر الإسبانية.
فضائح الفيفا
لا أحد يستطيع الجزم ما إذا كان عام 2015م هو الأسوأ في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” أم أنه كان الأفضل، اعتبارًا لما شهدته المؤسسة الكروية الدولية من عواصف أدت إلى سقوط كبار القوم وعلى رأسهم الثعلب بلاتر وتلميذه المتمرد بلاتيني، لتصبح 2015م عام “فضائح الفيفا”.
العواصف العاتية قد تكون نذير شؤم على الكرة العالمية، بقرب تفكك المؤسسة التي ترعى كرة القدم، مثلما قد تكون بشير خير عن بدء مرحلة جديدة من دون فساد وحافل بالشفافية.
البداية كانت قبل أيام قليلة على انتخابات رئاسة “الفيفا” في شهر مايو الماضي، حيث قامت السلطات السويسرية، بناءً على مذكرة أمريكية، بالقبض على عدد من كبار مسؤولي “الفيفا” المتهمين في فضائح الفساد والرِّشى، منهم عدد من المسؤولين القريبين من بلاتر، مثل التريندادي جاك وارنر والأمريكي تشاك بليزر الذي وشى بالجميع وتحول إلى شاهد في القضية.
على طريقة كرة الثلج كبرت القضية وأوقعت في النهاية السويسري جوزيف بلاتر نفسه ليعلن نيته الاستقالة بعد أيام قليلة من إعادة انتخابه رئيسًا لولاية خامسة بسبب هذه الأوضاع السيئة، على أن تقام الانتخابات في فبراير 2016م.
لم تتوقف الأحداث عند ذلك الحد، حيث شهد شهر أكتوبر قرار لجنة الأخلاق بـ”الفيفا” بإيقاف كلٍّ من بلاتر والفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا”، وعدد آخر من المسؤولين لمدة 90 يومًا عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم بسبب تورطهم في فضيحة فساد، قبل أن تصدر حكمها النهائي لاحقًا بحرمانهم من العمل في أي نشاط له علاقة بكرة القدم لمدة 8 سنوات.
هذا الحكم أضاع على الفرنسي بلاتيني فرصة تاريخية لتحقيق حلمه برئاسة “الفيفا”، بل إنه فقد أيضًا رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “اليويفا”.
في المقابل شهد العام صعود نجم العرب في المؤسسة الدولية، حيث ترشح الأمير الأردني علي بن الحسين أمام بلاتر في انتخابات مايو الماضي ونجح في الحصول على 73 صوتًا ليجبر الثعلب السويسري على دخول جولة إعادة لكنه انسحب قبل بدئها.
كذلك من المتوقع أن يؤدي ابتعاد بلاتيني الذي كان المرشح الأبرز لرئاسة “الفيفا” إلى إفساح المجال أمام البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، رئيس الاتحاد الآسيوي، لشغل المنصب الأهم في الكرة العالمية، حيث يعد أبرز المتنافسين الباقين للفوز برئاسة “الفيفا”.
اللعبة البيضاء
بقدر ما شهدت ملاعب التنس في 2015م من أرقام قياسية وإنجازات تاريخية، فقد كانت شاهدة على فرص ضائعة، ربما أذهبت من أفواه كثيرين حلاوة تلك النجاحات المبهرة.
الأمريكية سيرينا ويليامز دخلت الموسم ونُصب عينيها تحقيق بطولات الجراند سلام الأربع الكبرى، في إنجاز لم يسبق أن حققته لاعبة في العصر الحديث سوى الألمانية شتيفي جراف.
لم تكن بداية الموسم موفقة بالنسبة إلى اللاعبة السمراء، فقد توِّجت بعدها ببطولات “الجراند سلام” الثلاث الأولى في الموسم.
المايسترو روجيه فيدرير ابتدع سيمفونية جديدة سميت باسمه “هجوم خاطف من روجيه فيدرير”، وسنحت الفرصة أمام اللاعب السويسري ليعزز رقمه القياسي في عدد ألقاب بطولات “الجراند سلام” والذي يحمله بـ17 لقبًا، في نهائي بطولة ويمبلدون والولايات المتحدة المفتوحة -فضلا عن البطولة الختامية لموسم رابطة محترفي التنس- ولكن الصربي نوفاك ديوكوفيتش ضيّع عليه فرصة التتويج بأول ألقابه الكبرى منذ 2012م.
ولا يوجد شك في أن 2015م كان أحد أسوأ المواسم التي مرت على الإسباني رافائيل نادال، فقد عانى في أغلب فتراته من أزمة ثقة بدت كأنها صخرة على كاهله.
وأنهى النجم الصربي نوفاك ديوكوفيتش الموسم بعدد نقاط قياسي لم يسبقه إليه أي لاعب (16 ألفًا و585 نقطة)، وأصبح أول لاعب يفوز بثنائية “إنديان ويلز” و”ميامي” ذواتي الألف نقطة، للمرة الثالثة.
المنشطات تهيمن على ألعاب القوى
لم تكن ألعاب القوى بمعزل عن مسلسل فضائح المنظمات الرياضية الدولية، حيث شهد عام 2015م واحدة من أبرز المساجلات في تاريخ اللعبة بين الغرب وروسيا، على خلفية الاتهامات الموجهة إلى الروس باعتماد التنشيط الممنهج للعدّائين ورياضيّي ألعاب القوى من قبل السلطات الرسمية.
وفيما يشبه العودة لزمن الحرب الباردة نشرت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات تقريرًا من 300 صفحة يحمل هذه الإدانة في نوفمبر الماضي.
بدوره، واجه السنغالي لامين دياك، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لألعاب القوى، اتهامات من القضاء الفرنسي بسبب تغطيته على المتنشطين الروس.

قد يعجبك ايضا