فؤاد محمد حسين ناجي
ينتظرُ العاشقون بلهف وشوق بزوغ فجر ربيع الأول، وينتظرون بفارغ الصبر ذكرى مولد النور محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذي يعتبر مولداً لنا كمسلمين.
فمَن نحن لولا أن مَنّ اللهُ علينا برسوله، نحن -لولاه- المتصارعين الأميين الجاهليين كما حكى الله سبحانه { وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}..
إن مولدَ المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو مولدي ومولد كُلّ مسلم مولود على الإسلام ولولا محمد لولدنا على الوثنية أو النصرانية أو غيرها..
ولذلك يحس المسلم بمدى الارتباط الوثيق بهذه المناسبة الغالية على قلبه، هذه المناسبة التي ليست فعالية سياسية لما يتوهم بعض المرضى..
وليست وسيلةً للكسب السياسي ولكنها موعدٌ لنعلن التفافنا واجتماعنا حول رسول الله وتحت رايته صلى الله عليه وآله وسلم..
هذا المولد فرصة لأن نعالج أمراض الأمة التي برزت على السطح كمرض التعصب للطائفية والعنصرية والفئوية والمناطقية..
هذه المسمياتُ التي يستغلُّها أعداءُ الأمة لإشعال الفتن فيما بيننا، علاجُها عند رسول الله..
فرسول الله لم يكن شيعياً ولا سنياً ولا جنوبياً ولا شمالياً وإنما كما قال سبحانه على لسانه {وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ} وهذه المسميات ليست بديلاً عن الإسلام ولكنها وجهة نظر لأصحابها عن الإسلام ولا يمكن أن نجعلها محكمةً على الإسلام بل الإسلام هو الأم الجامع لكل هذه المسميات، وهي مشارب تستقي من بحره الواسع..
بل إن المصطفى هو رسول البشرية وهو رسول الغرب والشرق، هو رسول اليهود والنصارى إلا أنهم كفروا به كما قال سبحانه {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}..
في مولدنا هذا العام والذي يأتي في ظرف استثنائي يمر به اليمنُ من عدوان دول التخلف العربي والعبري والغربي..
يمثل هذا المولد فضيحةً مدويةً لعبيد الأمريكان الذين شنوا علينا هذا العدوان..
ونحن جزء من هذه الأمة التي حقن المصطفى دماء وأعراض وأموال أبنائها، بينما الفلسطينيون يقاومون ترسانةَ إسرائيل بالحجارة والسكاكين، وكانوا في أمسِّ الحاجة لعاصفة حزمهم..
ولكن كيف نتمنى هذا ممن شن العدوان علينا؛ من أجل حماية إسرائيل وبقرار أمريكي ودعم غربي..
اليمنيون يطل عليهم هذا المولد الشريف وهم يتأسون برسول الله وصحابته الأبرار في الجهاد المقدس ضد من اعتدى عليهم وغزاهم وقتل أهلهم ونساءهم وأطفالهم..
اليمنيون اليوم يجاهدون في سبيل الله وسبيل المستضعفين ويقاتلون الذين يقاتلونهم، ليس المولد النبوي مجرد كلام ولكنه عمل وجهاد وموقف كما وقف المصطفى في وجه قريش الأولى ويهود المدينة، هاهم اليمنيون يقفون في وجه قريش وعتاولتها ووجه يهود العالم..
إننا نحن عشاق رسول الله سنجعل هذا العيد أعظم من أي عيد مضى لأننا نعرف أن أثر هذا الاحتفال الكبير والمعبر بزينة البيوت والشوارع والسيارات سيكون له وقع فعال ومؤثر على نفسيات أعداء المصطفى محمد أعظم من وقع صاروخ توشكا وقاهر..
ولن يحول العدوان بيننا وبين رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولن يمحو البسمة والفرح برسول الله من وجوهنا وبيوتنا وشوارعنا..
ولن تحول الأزمة الاقتصادية بيننا وبين الإنفاق في مولد النور المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بل سنقول مرحباً أهلاً وسهلاً بك يا رسول الله في يمن الإيمان والحكمة، يمن الأوس والخزرج، يمن الجهاد والاستشهاد، مولد مولدنا..
إن الفرحَ اليومَ يبدو على ملامح اليمنيين بمولد النصر والظفر وبمولد النبي الأعظم { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.