دوري الفئات العمرية بالأمانة في ميزان التقييم

تحقيق/ لبيب المعمري

دوري الفئات العمرية يعد الركيزة الأساسية لتطور الكرة اليمنية وأنديتها رغم الصعوبات والعوائق التي تواجه هذه الفئات على أرض الواقع فهي تعاني الإهمال والتهميش ولا توليها القيادات المعنية وتحديداً اتحاد كرة القدم أي أهمية بل يزيد الطين بلة بتهميشه لهذه الفئات العمرية التي هي أساس التطور.
وفي ظل الحال التي تعانيه الفئات العمرية فإن مستقبل لاعبينا يهدده الضياع والحال سيصل إلى أسوأ مما هو فيه حالياً نظراً لأن الفئات الصغرى هي أساس إيجاد فرق ومنتخبات قوية.
(الثورة الرياضي) ناقش القضية من عدة جوانب خاصة أن فرع الأمان أقام دوري للفئات العمرية ليكون الجهة الوحيدة التي أولت هذه الفئات اهتماماً محدوداً إلا أن دوري الفئات العمرية طغى عليه مثلما قيل التزوير في الأعمار حيث ركزت الكثير من الأندية على كيفية الفوز بالمباريات دون الالتزام بالسن القانونية وعمدت إلى التزوير دون مراعاة لجانب أن الالتزام بالسن القانوني المحدد في كل فئة عمرية هو الأساس لإيجاد لاعبين مميزين قادرين على العطاء والبذل وكذا إيجاب لاعبين يستطيعون تشريف الوطن في المشاركات الخارجية عبر مختلف المنتخبات الوطنية.
كما أن الحرص على السن القانوني هو الأمر الوحيد الذي يجعل اللاعب يلعب كثيرا ويتطور ويترقى من فئة إلى أخرى حتى يكون لاعبا في الفريق الأول والمنتخبات الوطنية وبمواصفات راقية من الجودة وهو الجانب الذي طالبت به بعض الأندية والمتمثل في عدم النظر إلى النتائج من اجل الالتزام بالعمر القانوني.
فمع تفاصيل التحقيق الذي أجراه (الثورة الرياضي)  عن واقع الأندية والاتحاد العام لكرة القدم وفرع الأمانة حول قضية الفئات العمرية:

* في البداية تحدث رئيس فرع الاتحاد العام لكرة القدم بالأمانة راجح القديمي حيث قال: نشاط الفئات العمرية هي القاعدة الأساسية للأندية والمنتخبات الوطنية ونحن عملنا على إعادة الدوران إلى الملاعب في ظل الحرب وتفاعلت الأندية مع الفرع مشكورة، أما بالنسبة للتزوير في الأعمار فلا يوجد ذلك وإنما قد يكون هناك بعض التجاوزات ونحن سنعمل على اعتماد اللاعبين المسجلين في فرع الأمانة كمرجع للسنوات القادمة حتى لا تتكرر هذه المشاكل وكان الأهم بالنسبة لنا هو كيف نبعد اللاعبين من الأجواء المحيطة بهم والحمد الله الدوري سار بصورة طيبة حتى نهايته.
حرصنا على تنشيط الفئات العمرية
* أما الأمين العام لفرع اتحاد القدم بالأمانة عادل هاشم فقد عبر عن سعادته بنجاح الفرع في إقامة دوري الفئات العمرية الذي توقف كثيرا بسبب الحرب والعدوان، موضحاً أن الفرع حرص على تنشيط الفئات العمرية المختلفة من شباب وناشئين وبراعم كونها تعتبر الرافد الوحيد للأندية.
وقال: نحن في فرع الأمانة نستلم من الأندية وثائق اللاعبين ونعتمد عليها ولكن في بعض الحالات قد يكون هناك تجاوز وهنا نعمل على استبعاد اللاعبين المتجاوزين بقدر المستطاع لكن إذا جاء لاعب عمره صغير لكن بنيته كبيرة فهنا يأتي الاعتراض من قبل الأندية.
الاتجاه الصحيح
* ويؤكد مشرف الفئات العمرية بنادي شعب صنعاء عارف اليوسفي أن الاهتمام بالفئات العمرية هو الاتجاه الصحيح لتطوير كرة القدم في الأندية وأساس تطور كرة القدم بشكل عام، مشيراً إلى أن إدارة النادي بدأت بالاهتمام بالفئات العمرية لما لها من مردود في تجهيز الفريق الأول بصورة متكاملة وإيجاد لاعبين مميزين من أبناء النادي، موضحاً أن نادي الشعب يمتلك جهازاً فنياً مقتدراً مكوناً من المدربين عبدالسلام الصعدي وفؤاد الشرعبي وأن الإدارة لم تقصر معهم.
وقال: بالنسبة للتزوير فهو ليس تزويراً بالمعنى الحقيقي فهناك فرق لديها لاعبون  كبار في السن ومازلوا يلعبون في فئة غير الفئة المسموح بها والمفروض أن يتم تصعيدهم إلى الفئة الأعلى، فكما نعرف جميعاً أن البنية الجسمانية للاعبينا دائما تكون صغيرة وبعض الأحيان تجد لاعباً عمره الحقيقي صغير ولكن بنيته كبيرة وهناك بعض المدربين يقومون بتزوير أعمار اللاعبين من أجل أن يحققوا نتائج طيبة وبالتالي إرضاء الإدارات عنهم.
استمرار مسابقات الفئات
* وأشار مدرب شباب شعب صنعاء عبدالسلام الصعدي إلى ضرورة استمرار المسابقات الخاصة بالفئات العمرية حتى يتم الحصول على لاعبين جيدين في الأندية والمنتخبات، موضحاً أن هناك فرصة ذهبية للفئات العمرية في الوقت الراهن لأن تركيز الإدارات والجمهور والإعلام يكون منصبا عليهم بسبب توقف نشاط الكبار.
وقال: المواهب موجودة ومستقبلهم نصنعه نحن كمنظومة رياضية متكاملة وزارة واتحاداً وأندية فاليد الواحدة لا تصفق لكن المدرب يحاول جاهدا الحفاظ على المواهب وصقلهم لأنهم ثمار عمله فأنا مثلاً أحاول أن أجعل اللاعب يفكر بإيجابية ويعرف أن مصلحته ومستقبله في الحفاظ على نفسه والاهتمام بموهبته والابتعاد عما يضره.
العودة إلى الحياة الرياضية
* أما لاعب شعب صنعاء علاء التويتي فقد أكد أن دوري الفئات العمرية بالأمانة أعاد اللاعبين إلى الحياة الرياضية من جديد وكان الدوري في المستوى المأمول علاوة على أنه أظهر نجوما لهم مستقبل جيد، معتبراً أنه يجب اختيار لاعبي المنتخبات من مثل هذه المسابقات.
حصد الثمار
* ويؤكد مدرب شباب العروبة علي عسكر أن إقامة مسابقات للفئات العمرية مهم جداً كونها مستقبل اللعبة على مستوى النادي والمنتخب، معتبراً أن استمرار إقامة بطولات الفئات الصغرى ستحصد ثماره في المستقبل، موجهاً شكره لفرع الاتحاد على إقامة الدوري رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، مبدياً سعادته بفوز فريقه ببطولة فئة الشباب.
الخروج من الخمول
* وأوضح حارس فريق العروبة لفئة الشباب عثمان الذبحاني أن الدوري كان جيداً ومهماً للأندية من اجل أن تخرج من حالة الخمول والكسل إلى مرحلة النشاط، مشيراً إلى بأن اللاعب عندما يذهب إلى ناديه للتمرن دون أن يلعب مباريات يصاب بالإحباط الشديد، منوهاً أن دوري الفئات العمرية أظهر العديد من المواهب.
وأضاف: أما بالنسبة لقضية التزوير فتلك مشكلة كبيرة تفسد الرياضة واللاعبين ولن نحصد ثمار ما زرعناه وهنا لابد بأن تلتزم الأندية بالأعمار القانونية لكي يتم صناعة أجيال قادرة على تشريف الكرة اليمنية.
أخرجت اللاعبين من الخوف
* أما مدرب الفئات العمرية بالنادي الأهلي صنعاء الكابتن عبدالله العماد فقد قال: إقامة دوري للفئات جاء في وقت جيد حيث أن الدوري أخرج اللاعبين من الخوف والتوتر بسبب الأوضاع التي تعيشها بلادنا وهي خطوة جبارة تحسب لفرع الاتحاد وكذا فرصة لإعداد اللاعبين وصقل مواهبهم، وحقيقة لا توجد أي معوقات لدينا في النادي ولكن نريد قليلا من الاهتمام، وعموماً الدوري جيد حتى وإن وجدت تجاوزات في الأعمار زادت عن حدها فهناك أندية تشرك لاعبين في فئة الشباب لن يفيدوا أنديتهم بل ينهون مواهب لاعبين آخرين مواهب ولا يتركون لهم فرصة لإبراز مواهبهم.
وأشار إلى أنه إذا ما أردنا تجاوز هذه المشكلة فعلى إدارات الأندية عدم مطالبة المدربين بنتائج ولكن تطالبهم باكتشاف لاعبين للمستقبل وهنا سيتم القضاء على التزوير.
أهمية الدوري
* وأوضح لاعب أهلي صنعاء احمد جوبح أن إقامة الدوري في هذه الفترة جاء مفاجئاً للجميع, فالكثير من الأندية لم تكن جاهزة نظراً لتوقفها لفترة طويلة بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، مشيراً إلى أنه ورغم ذلك فالدوري له أهمية كبيرة كونه أعاد الكثير من اللاعبين إلى أنديتهم، معتبراً أن المستقبل بإذن الله تعالى سيكون أفضل إذا استمرت بطولات الفئات العمرية والتدرج فيها وأنه يجب على الأندية أن تهتم بالفئات العمرية والاعتماد عليها بشكل مستمر.
وقال: أما بالنسبة للسلبيات فتتمثل في قلة النشاط الخاص بالفئات العمرية إضافة إلى أن الكثير من الأندية لا تهتم بالفئات كما أن قلة الدعم الخاص بهذا الجانب هو أبرز السلبيات.
الفائدة كبيرة
أما إداري فريق وحدة صنعاء أحمد البن فقد قال: إقامة دوري الفئات العمرية في مثل هذه الظروف الصعيبة التي يمر بها الوطن أمر رائع وجميل فاللدوري أهمية كبيرة كونه يعود بفائدة كبيرة على الأندية لرفدها بلاعبين ودماء جديدة، ولكن كنا نتمنى أن يكون بشكل أفضل وان يقام من دورين ذهاباً وإياباً لكي يتمكن اللاعبون من أظهار مستوياتهم من خلال منافسة ومباريات كافية وكثيرة، ونأمل من وزارة الشباب دعم مثل هذه الفئات وأنشطتها كونها اللبنة الأساسية لرفد الأندية والمنتخبات بأفضل اللاعبين.
لتحديد الأعمار
* ويؤكد مدرب البراعم بنادي وحدة صنعاء عبدالوهاب الحواني أن فحص اللاعبين طبياً هو السبيل الوحيد لتحديد أعمار اللاعبين في للفئات العمرية، موضحاً أن اللاعبين لديهم وثائق  تحدد أعمارهم ولكن الفحص هو السبيل الوحيد لتحديد العمر بدقة.
وقال: التزوير في الأعمار يكلف الأندية الكثير فهي تخسر إيجاد لاعبين مميزين يتدرجون في الفئات العمرية المختلفة ولكن نحن ملتزمين  ونبحث عن اكتشاف المواهب ولا يهمنا  النتائج فأساس عملنا هو إبرز المواهب وصقلها لبناء القاعدة الأساسية لوحدة صنعاء.
المستقبل أفضل
* ويقول لاعب نادي 22مايو ربيع القدسي: للدوري أهمية كبيرة فهو سبيل لاكتشاف المواهب ورفد الأندية والمنتخبات بها وإن شاء الله تعالى المستقبل أفضل ولكن بصراجة فظروف اللاعبين الحالية سيئة بسبب الظروف التي يمر بها الوطن إلا أنهم أصروا على ممارسة الرياضة وهو أمر ايجابي أما التزوير فليس له أي فائدة على الرياضة والأندية.
على الفرع أن يكون أكثر مصداقية
* أما مدرب نادي 22 مايو جميل السعواني  فقد قال: يجب على اتحاد الأمانة بأن يكون أكثر مصداقية ويجب تشكيل لجنة من خارج الفرع لتحديد أعمار اللاعبين في أي فئة  وكذلك فهناك مشكلة أخرى وتتمثل في عدم الإنصاف في اختيار اللاعبين لتمثيل المنتخبات من خلال هذا الدوري الأمر الذي يؤثر على نفسياتهم ويصيبهم بالإحباط.
وأضاف: من المشاكل التي تواجهنا أيضاً أن تمارين فئة الناشئين تكون في أوقات غير مناسبة لسنهم في اغلب الأحيان  وكذا قلة توفير ملابس اللاعبين واحتياجاتهم المختلفة والأهم من ذلك هو التساهل فيما يخص أعمار اللاعبين في الفئات  العمرية وهذا أمر خاطئ وينعكس على المنتخبات الوطنية في جميع الأعمار بالسلب.
إبراز القدرات
* وأوضح حارس نادي 22 مايو أيمن الزبيدي أن أهمية إقامة دوري الفئات العمرية يتمثل في اكتشاف مواهب ولاعبين مغمورين ومن خلال الدوري تبرز قدراتهم وإمكانياتهم.
وقال: نطلب من الجهات المعنية وفي المقدمة اتحاد القدم بأن يقيم بطولات متعددة لهذه الفئات من أجل فتح مجال وفرصة للاعبين الصغار في إبراز مواهبهم ويجب أيضاً أن يتم اختيار لاعبي المنتخبات في مختلف الفئات العمرية من خلال هذه البطولات بدلاً من الاعتماد على المحسوبية.
أما بالنسبة للتجاوز في الأعمار فقد قال الزبيدي: التجاوز في الأعمار ظاهرة سيئة في جميع أندية اليمن وسبب في تدهور الكرة اليمنية وإصابتها بالشلل فأكثر اللاعبين يلعبون بأعمار غير حقيقية.
ساهم في تحفيز الأندية
* ويقول المشرف الرياضي بنادي آزال مجاهد زيد: قرار استكمال دوري الفئات العمرية خطوة ممتازة في ظل الوضع الراهن الذي تعيشه بلادنا فالدوري ساهم في تحفيز الأندية باستئناف النشاط الرياضي الذي كان متوقفاً أما بالنسبة للتجاوز في الأعمار فهو أمر غير مفيد للرياضية اليمنية ومستقبل اللاعبين مرهون باهتمام الاتحاد والأندية بالفئات العمرية من خلال العمل على تأهيل الأجهزة الفنية والإدارية كي نواكب التطور الذي تشهده كرة القدم وتثبيت دوري الفئات العمرية أمر مهم لتحسين العمل داخل الأندية الإيجابية ويجب على الفرع توعية الإداريين والمدربين بضرورة الالتزام بالأعمار والتفكير بمستقبل أنديتهم واعتقد أن المتضرر الأول هو النادي نفسه.

قد يعجبك ايضا