عصام القاسم
– تحتضن الساحة الأسفلتية الشهيرة لموقف السيارات الأشهر بميدان التحرير بالعاصمة صنعاء منذ انطلاق العدوان البغيض على وطننا وشعبنا اليمني قبل تسعة أشهر عجاف من هذا الزمن الرديء عدداً من بطولات كرة القدم المصغرة بشكلها ونظامها .. الكبيرة بإقامتها في ظل ظروف الثالوث البغيض الذي يجثم علينا بظله الثقيل والممقوت الأزمة السياسية والحرب والعدوان !!
– تقام المباريات الكروية الحيّة في الساحة الأسفلتية العامة تقريبا على مدار الساعة غير أن ذروتها وحمى التنافس الكروي المثير والممتع بين الفرق واللاعبين في العادة ينطلق في عصر كل يوم من أيام صمودنا اليمني الأسطوري بمشاركة كبيرة وواسعة من الفرق الشعبية غير المنظوية في الأندية الرسمية وفرق من الأحياء والحارات والمديريات بالعاصمة المكافحة صنعاء !!
– وإذا ما سألتم عن اللاعبين المشاركين في فرق هذه البطولات العجيبة على مثل هذه الساحة الاسفلتية الصعبة والجارحة فللسؤال أكثر من إجابة تجلب أسئلة غيرها كثيرة أبرزها وأهمها لماذا يشارك كل أولئك اللاعبين من البراعم والناشئين والشباب والكبار ومن كل الفئات العمرية وبكل تلك الإعداد التي تتوافد على هذا الملعب المتواضع والصلب الذي فرض نفسه أولاً على الفرق واللاعبين أنفسهم ومن ثم على اتحاد الرياضة للجميع وفرعه بأمانة العاصمة ؟؟
– والإجابة بكل بساطة ودون الاستعانة بأي صديق أن توقف النشاطات الرياضية المحلية نتيجة هذه الأوضاع المأساوية للوطن والشعب اليمني بسبب العدوان وتوابعه السيئة أقفل الملاعب الرياضية العامة والمفتوحة وملاعب الأندية وأوجد حالة كبيرة وغير عادية من الجمود الرياضي والفراغ الكبير لدى الشباب والرياضيين من كل الأعمار الذين اعتادوا على مدى عقود عديدة مضت على ممارسة المناشط الرياضية على الدوام دون توقف سواء في الملاعب أو الأندية أو حتى في المدارس والحدائق العامة!!
– في ساحة التحرير الأسفلتية تقام هذه البطولات الكروية المفتوحة بحضور جماهيري واسع يفوق الجماهير الرياضية في مدرجات الملاعب الكبيرة والمعشبة والأنيقة .. وتدفع الفرق الشعبية في الأحياء والحارات والمديريات بالأمانة بهذه المجاميع الرياضية الكبيرة للمشاركة في هذه البطولات الأسفلتية بحس انتماء وشعور وطني عال ينطلق من كل الشعارات الوطنية المناهضة للحرب والعدوان المتمثلة في ” التصدي للعدوان ونحن صامدون ضد العدوان وسننتصر بإذن الله وغيرها من شعارات التحدي اليمني الصلب والشامل لكل اليمنيين !!
– ومن جانبهم يتعامل اللاعبون المشاركون من كل الأعمار مع ساحة الملعب باعتزار ودون انتقاص وكأنهم في ملعب كروي كبير بالفعل وليس مجرد ساحة أسفلتية لموقف سيارات عام بقلب العاصمة .. وفي المباريات يلعبون بروح رياضية لا يخشون ولا حتى يهمهم حدوث الإصابات لا سمح الله وإن كانت واردة ومتوقعة في أي لحظة وحين .. والسبب أن الملاعب التي يفترض أن يكونوا فيها إما مغلقة أو مهملة وغير جاهزة وربما خطيرة على سلامتهم وحياتهم وساحة التحرير أمامها تصبح خياراً أفضل وملاذاً آمناً.