وحدة الصف !

عبدالعزيز البغدادي
100% أنا مع وحدة الصف ياصديقي ولكن أي وحدة وأي صف ؟؟!!
وحدة الصف الذي يبني أم وحدة الصف الذي يهدم ؟؟!!؛
لايوجد وطني حقيقي أو حتى عاقل يمكن أن يكون أو يجرؤ أن يصرح بأنه ضد وحدة الصف ؛ وبالمقابل يوجد من يتباها بالتصريح بأن بإمكانه أن يمنحك الموت في أية لحظة باسم الوحدة وهو بعيد عنها بعد المشرق عن المغرب !!!،
نعم وحدة الصف في مثل هذه الظروف حاجة وطنية ملحة ولكن وحدة الصف مع الشرفاء والأحرار الذين يكتسب الوطن بالوحدة معهم قوة ومنعة وليس وحدة الصف مع الفاسدين الذين تورث الوحدة معهم الخزي والعار والضعف والهوان ، حاجتنا إلى الوحدة إذاً هي حاجة الوطن إلى القوة التي تمنحه السيادة التي فرط فيها الفاسدون !! :
انتبهوا من خلط الأوراق واتعضوا من الماضي ،
فالتأريخ إن لم تستخلص منه العبر لامعنى له ولا ضرورة لقراءته وكتابته، فالآثار كل الآثار والتأريخ كل التأريخ لن يكون أو تكون سوى أصنام إن لم نجعل منها مادة للتأمل وشحذ الذاكرة وبناء الأوطان .
ليس من الصعب أن نعرف أن سبب المشكلة لا ولن يكون سبباً للحل ، وأن تضحيات هذا الشعب ودماءه لابد أن تكون لها المكانة الأولى من التقدير والاحترام .
أنا مع وحدة الصف ولكن ليس بمفهوم أن نساوي بين الخير والشر أو أن يصبحا (خرش ) تعبيراً عن الدمج بين الخير والشر أو كما يقول المثل الصنعاني (جحرين في لباس )!!؛
أحياناً قد يضطر الأخيار إلى التعايش أو التعامل مع الأشرار لكنهم لايقبلوا الإندماج التعايش للضرورة يبقى على التمايز بينهما في حين أن الإندماج يلغي هذا التمايز ومن ثم يفقد التواقون لأن يكونوا أخياراً والرغبة في الأخذ بأسباب التنافس في سلوك طريق الخير هو أسهل من سلوك طريق وإن بدا عند البعض أصعب :
لست طوباوياً لكني أرى أن الواقعية لا تعني أبداً إلغاء الألوان، من الضروري التفريق بين الواقع الذي يفرض نفسه وبين مشروعية حقنا في أن نحلم بوطن قوي له مكانة محترمة .
مايحزن ويحز في النفس أن من ينادي اليوم بوحدة الصف ويتظاهر بأنه في مقدمة صف الواقفين ضد العدوان وأنت تعرف أنه العلة والسبب الأول في وصول الوطن إلى ماوصل إليه من المهانة والذل وانعدام السيادة وهو لا يخجل أبداً من المزايدة عليك في حب الوطن وأنت المعصور حباً وعشقاً حد الولة ؛
كل ذلك لأنه يملك جرأة إدعاء غير الحقيقة وأنت تخجل أن تباهي بحقيقة هي أوضح من ضوء الشمس إنها جرأة الإدعاء !!؛
أي وطن هذا الذي يظل الفاسدون فيه هم المتحكمون في مصيره أحياناً تحت مسمى التوافق وأخرى تحت دواعي الحاجة إلى وحدة الصف وثالثة باسم الشراكة الوطنية التي لابد أن تجد طريقها إلى ساحة الفعل ووضوح الرؤية ؟!؛ لايزال الأمل معقوداً فيمن يؤمنون بأن حب الوطن من الإيمان ولن نتخلى عن هذا الأمل اليوم لأننا لم نتخل عنه في ظل ظروف كان الفساد أشد فتكاً بل حين كان هو الممثل الشرعي الوحيد للسلطة ولم يكن فيها صوت يعلو على صوت الإفساد المنظم !!!..
وحدة الصف/ خالد محمد عرهب ج20

قد يعجبك ايضا