شعب المفاجآت
إسحاق المساوى
في اللحظات الأخيرة من تمثيل شعراء المنطقة العربية في مؤتمر المربد ببغداد عام ????م، تساءل واحد من تحكيمية المؤتمر: هل في اليمن شعراء؟ وبالمصادفة اختير البردوني ممثلاً عن اليمن.
اعتلى البردوني المنصة بهيئة بسيفه فاستقبله السسحاضرون بظهورهم مغادرين المكان، وهم على يقين بأن هيئة اليمني تعكس مضمون الشعر الذي سيقوله، لكن مطلع القصيدة وحده كان كافيلاً بإعادة جميع المغادرين نحو القاعة لسماع هذا الشاعر الذي لم يكن متوقعاً.
تاريخنا متخم بالشواهد التي تدلل على مقدرة اليمني الاستنثائية والفجائية في كسب الرهان لصالحه نهاية المطاف وبإمكانات محدودة.
فما حدث في حرب ??م، من انتصار إرادة الوحدة على مشروع الانفصال الذي كانت تقف خلفه السعودية وقوى دولية عظمى شاهد آخر، وإلى جواره الكثير.
حاضراً وقبل أيام حصل الشاب اليمني أسامة محبوب على لقب فنان العرب، من بين متسابقين خليجيين اعتقدوا بأن ظروف الوضع الراهن في البلد لن تسعف اليمني في الحصول على اللقب.
وفي نفس الليلة وردت الأخبار بأن توشكا انطلق إلى سبيل يعرف مهمته تماما محققاً رقما تجاوز الـ??? من القتلى في صفوف الغازي وأحذية الارتزاق، كان ذلك قبل ساعات من بدء هدنة الأمم المتحدة، وظنون الغزاة بأن أبطالنا باتوا بالرمق الأخير.
هكذا ولد اليمني بارعاً في التعاطي مع عنصر المفاجأة عبر التاريخ، يتسامى عن المتزاحمين في مسارح الاستعراض الهزلي، وفي الوقت والزمن المناسبين يفاجئ الجميع بقدرته على إحراز النتائج العظيمة، ليكون صاحب الشرفة الأمامية ولا شيء سواه.