الذهب الأسود يهبط لأدنى مستوياته منذ 11 عاماً
يشهد النفط العالمي حالة من الركود منذ الأسابيع الماضية وذلك بفعل انخفاض مزيج “برنت” إلى جانب رفض منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” الحد من مستويات إنتاج النفط الحالية خلال اجتماعها في الـ 4 من شهر ديسمبر الجاري، وهذا بدوره عمل على استمرار هبوط أسعار الذهب الأسود في الأسواق العالمية بالإضافة إلى الوفرة الحالية في المعروض من النفط والذي من المرجح توافر كميات جديدة قريباً كون إيران تأمل بزيادة المبيعات في أوائل عام 2016م فور رفع العقوبات عنها، وذلك عملا بالاتفاق التاريخي الذي تم التوصل إليه بين طهران والسداسية في شهر يوليو الماضي.
تقرير – أمين الجرموزي
حيث انخفض مزيج “برنت” العالمي خلال تعاملات أمس إلى مستويات قياسية متدنية، وذلك بسبب الفائض في العرض الذي يرافقه ضعف في الطلب وذلك منذ ما يقارب 11عاماً ,فيما تراجعت العقود الآجلة لمزيج “برنت” تسليم شهر فبراير ، في بداية التعاملات لتصل إلى مستوى 36.2 دولار للبرميل، وهو أدنى مستوى للمزيج العالمي منذ شهر يوليو 2004م ، ليرتفع بعد ذلك المزيج بنحو طفيف مسجلا قراءة عند 36.32 دولار للبرميل.
وبالنسبة للعقود الآجلة للخام الأمريكي فقد جرى تداول تسليم شهر يناير عند 34.41 دولار للبرميل منخفضا بنسبة 0.92% وبمقدار 32 سنتا عن سعر التسوية السابق , ويأتي هذا التراجع عقب قرار واشنطن رفع الحظر المفروض على صادرات النفط الأمريكية منذ 40 عاما، ما أجج المخاوف في الأسواق من احتمال تفاقم زيادة المعروض، ومع ذلك استبعد بعض المحللين في الأسواق تأثير هذا القرار على سعر النفط، نظرا للتكلفة العالية للبرميل الأمريكي.
انخفاض عالمي
ويقول عبدالله البدري الأمين العام لمنظمة “أوبك” أن تدني أسعار النفط العالمية لن يستمر طويلا، وإنها قد تتحول للصعود خلال عام، كون دورة انخفاض الأسعار يؤدي إلى تقليص إنتاج بعض الدول.
وذكر البدري خلال أول حوار بين “أوبك” والهند في مجال الطاقة في نيودلهي الأسبوع قبل الماضي أنه يعمل في مجال النفط طوال حياته وشهد ست دورات من ضمنها أسعار مرتفعة للغاية وأسعار منخفضة، وهذه إحداها , مؤكدا أنها لن تستمر طويلاً .
ويضيف البدري أن “أوبك” لا تستهدف سعرا معينا، لكنها تتطلع إلى سعر عادل بحيث “يمكن للدول الأعضاء تحقيق دخل مناسب، ويمكننا الاستثمار من أجل توفير المزيد من الإمدادات للمستهلكين .
هبوط كبير لـ “برنت”
تشير التقديرات إلى أن أسعار النفط تراجعت حوالي الثلثين منذ منتصف 2014م واقترب خام القياس العالمي مزيج “برنت” من أدنى مستوياته منذ 2004م خلال تعاملات يوم الاثنين ليزيد قليلا عن 36 دولارا للبرميل ,لكن معظم الخبراء الاقتصاديين لا يتوقعون أن تعود أسعار النفط إلى 100 دولار حتى عام 2017م أو بعد ذلك، لأن المنتجين سيواصلون ضخ كميات من الخام تزيد عن حجم الاستهلاك.
وينتج العالم بالفعل ما يصل إلى مليوني برميل يوميا فوق ما يستهلكه إذ تضخ “أوبك” كميات قريبة من مستويات قياسية في محاولة لإزاحة منتجين ذوي تكلفة أعلى من السوق كشركات إنتاج النفط الصخري الأمريكي، ويبدو أن إستراتيجية المنظمة هذه تؤتي ثمارها إلى حد ما.
ويرى الأمين العام لمنظمة “أوبك” أن إنتاج النفط قد ينخفض في الأعوام المقبلة في ظل نزول الأسعار الذي أدى إلى تقليص الاستثمارات بما قيمته 130 مليار دولار هذا العام، منوها إلى أن إمدادات المعروض من خارج “أوبك” تتجه للانخفاض بنحو 400 ألف برميل يوميا في العام القادم.
وتصر “أوبك” على الاستمرار في ضخ كميات كبيرة من النفط، رغم الضغوط المالية على أعضائها، وهو ما يثير قلق الأعضاء الأقل نفوذا في “أوبك” الذين يخشون أن تهبط الأسعار صوب 20 دولارا للبرميل.
النفط الإيراني
ويأتي هبوط أسعار النفط إلى مستويات قياسية، بعد أن أعلنت إيران عزمها زيادة صادراتها النفطية ما عزز التوقعات بأن منظمة “أوبك” ستزيد إنتاجها النفطي.
وتتأهب إيران، التي تبلغ صادراتها 1.1 مليون برميل يوميا، لزيادة صادراتها النفطية بعد رفع العقوبات الدولية عنها، وذلك نتيجة الاتفاق التاريخي النووي الذي تم التوصل إليه بين طهران والمجموعة السداسية في شهر يوليو الماضي حيث تلزم الاتفاقية إيران باتخاذ خطوات للحد من برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات الدولية عنها. وتوقع مبعوث إيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي تنفيذ الاتفاقية مطلع العام القادم مما سيؤدي إلى تخفيف العقوبات عن طهران.