قضايا ومشكلات تشهدها امانة العاصمة ..غياب كلي للمرور
د/ عبدالله الفضلي
بعد عودة الحياة إلى العاصمة صنعاء وضخ المشتقات النفطية إلى المحطات المخصصة عادت حركة السيارات إلى طبيعتها، بل وإزدادت ازدحاماً أشد وأنكى من الأيام والشهور الماضية، وأصبحت الشوارع والجولات والتقاطعات لا تحتمل، وقد بلغ السيل المروري قمته من الفوضى غير المنظمة وقد لوحظ أن هناك غياباً للمرور إلا ما ندر وبات من المستحيل أن نتحمل هذه الفوضى المرورية المزعجة كل يوم، مع العلم أن قوة رجال المرور والسير بأمانة العاصمة يبلغ قوامهم الآلاف من ضباط وصف ضباط ومساعدين ومجندين وهم موظفون رسميون مع الدولة ويتقاضون مرتبات شهرية من الدولة تقدر بعشرات الملايين مقابل خدماتهم المرورية. فلماذا يختفون فجأة من الشوارع والجولات والإشارات المرورية والتقاطعات بعد عودة الحياة والزحام إلى صنعاء، وبالتالي أين القيادات المرورية وماهو المقابل أو العمل الذى يقومون به مقابل المرتبات الشهرية؟ فهل هناك غياب قسري لشرطة السير بأمانة العاصمة؟ أو أنهم قد لايتقاضون أو لايتسلمون مرتباتهم الشهرية ونحن لا نعلم الغيب ولاندري ما الذي يدور في الداخلية والإدارة العامة للمرور، لكن هناك قصوراً وغياباً واضحاً وازدحاماً مرورياً خانقاً ومزعجاً يجعل كل مواطن يتساءل: أين الخلل؟ وماالذي يحدث بالضبط؟
وإذا كانت هناك حالات استثنائية لتواجد بعض رجال المرور في بعض التقاطعات فإن هذا التقاطع لايصمد إلا أقل من ساعة ثم يختفي رجل شرطة المرور ويترك الشوارع تموج بأرتال السيارات والدراجات النارية والشاحنات والباصات وتتحول كل جولة إلى مايشبه ألعاب السيرك الصيني حين تشتبك السيارات بكل أنواعها وأحجامها مع بعضها البعض وكل قائد سيارة يظن أنه الأحق بالمرور وبعضهم يستخدم أسلوب الدعممة ولايبالي فيطأطئ رأسه إلى أسفل وهو يقف وسط الحلبة ولايحاول أن يسمع أي نداء أو استغاثة مِمن حوله، وكأننا نعيش في غابة افريقيا الوسطى حينما تسرح الحيوانات البرية وتمرح وليس لها من يرعاها أو يوجهها أو يفك الاشتباك فيما بينها لونشبت معركة بين تلك الفصائل من الحيوانات.
إنها مجرد تساؤلات بريئة نوجهها للإدارة العامة للمرور لعل وعسى..
فإذا كانت العاصمة صنعاء تعيش هذه الفوضى المرورية فما بالنا ببقية المدن الأخرى؟