تعدد الجهات والعمل العشوائي وتدافع المواطنين عرقل عملية الإنقاذ


استطلاع : بلقيس الحنش –
حادثة سقوط الطائرة الحربية (سخواي) في حي الكويت جعل الكثير يتساءل لماذا الآن¿ وآخرين أصبحوا ينامون ويصحون على هاجس السقوط وآخرين يرون أن على المواطن اليمني أن يكون حذراٍ حتى أثناء سيره في الشارع فقد تأتي طائرة حربية وتسقط في أي مكان..

كل هذه التخوفات والأفكار بادرت إلى ذهن المواطنين جراء الحادث الأخير من سقوط الطائرة الحربية سخواي الحادث الذي أودى بحياة 14 شخصا وجرح عشرين آخرين جعل الجميع يعيش حالة من الخوف من أن يكونوا هم ضحايا لحوادث مشابهة تجمهر الناس وامتلأ المكان بجميع أطياف المجتمع رجال الأمن والمسعفين والمواطنين واكتظ الجميع وأصبح العمل عشوائياٍ وهو ما أدى إلى عدم العمل بشكل جيد.. من خلال السطور التالية نحاول أن نستطلع آراء بعض المسعفين والمواطنين والمتضررين.
كيف تمت الإسعافات الأولية وقت الحادث وما هي أهم الصعوبات التي واجهها المسعفون وما هي التعويضات التي قدمتها الحكومة للمتضررين سواء كان تعويضاٍ مؤقتاٍ كالملبس والطعام والإيواء أو التعويضات الدائمة¿
محمود الجعدبي من إدارة الشباب بالهلال الأحمر أشار إلى أن توافد الناس بشكل كبير إلى مكان الحادثة كان من أهم المعيقات والصعوبات التي واجهتهم عند محاولة إسعاف الجرحى والمصابين أثناء وقوع الحادثة ويضيف قائلا: في العادة نحن في الهلال الأحمر نكون مجهزين بكامل عدتنا فلدينا أكثر من طاقم وفرق مجهزة فعند النزول يتم التوزيع إلى فرق عدة فرقة تقوم بإسعاف المصابين وأخرى تحمل الأدوات أو الحقائب الاسعافية وأخرى تقوم بنقل المصابين إلى مكان امن وتقديم الرعاية اللازمة لهم إضافة إلى التواصل مع المستشفيات القريبة لإفراغ الطوارئ للحالات التي سنرسلها وبالنسبة لنا لدينا غرفة عمليات في الهلال مهمتها التواصل مع غرفة عمليات الطوارئ لأمانة العاصمة وغيرها من الجهات لكننا وقت الحادثة واجهنا صعوبات أهمها كما ذكرت تدفق الناس إلى مكان الحادثة وعجز الأمن عن إخلاء الناس من مكان الحادثة.
لم يختلف بندر وماهر الجايفي من إدارة الطوارئ التابعة لوزارة الصحة كثيرا عن سابقهما حيث أكدا أن الزحام كان له اثر كبير في عدم التحرك وإسعاف المصابين بشكل جيد وسريع.
ويضيف بندر بالقول: لم نستطع أن ندخل أو نخرج أثناء عملية الإسعاف إلا بصعوبة بالإضافة إلى وجود أكثر من جهة أمنية وبشكل عشوائي مما صعب عملية الإنقاذ فقد جاءت وحدات من الأمن المركزي والفرقة والأمن العام وكل جهة تريد أن تعمل.

مضاعفات
تحدث جابر رسام منسق إدارة الكوارث ومسئول الطوارئ في الهلال الأحمر حول مشكلة الزحام وأكد أن التعامل مع الجهات الأمنية التي جاءت من عدد من الوحدات كانت احد العوائق التي واجهها رجال الإسعاف ويقول: عادة نعمل مع الدفاع المدني وبيننا انسجام معها وتنسيق لكننا في وقت الحادثة واجهنا مشكلة مع رجال الأمن الذين قدموا من وحدات متعددة فعندما أردنا الدخول لم يتفهموا أننا من الهلال الأحمر ودورنا هو ميداني إسعافي وتمنى في ختام حديثه أن يتفهم رجال الأمن الدور الحقيقي الذي يلعبه رجال الهلال الأحمر والمسعفون فدورهم يكمن في الميدان.
بينما قال طارق – متطوع في الهلال الأحمر- نحن نعمل وفق قواعد إسعافية فهناك ما يسمى أثناء الإسعاف (المضاعفات) كالانهيارات التي يمكن أن تحدث أثناء الإسعاف هذه المضاعفات قد تؤثر كثيرا إذا لم يكن المسعف من المتخصصين كالمواطنين لأن المبنى قد ينهار على المواطن الذي سارع لإنقاذ الآخرين إضافة إلى القواعد العامة مثل إسعاف الحالات الأكثر تضررا إلى الأقل واختتم حديثه بضرورة توعية المواطنين بأهمية ترك جهات الاختصاص القيام بعملها.

شكوى مرة
بكيل الجعدبي – رئيس ملتقى الأحياء المتضررة من الاعتصام أشار في حديثه إلى تضرر سكان المناطق المجاورة للاعتصام وقال: ضقنا من الاعتصامات والصراعات المسلحة , ومن ثم تفجير صواريخ داخل معسكر الفرقة واليوم سقوط طائرة حربية على المنازل ماذا بعد ¿
سلطان الهمداني احد المتضررين تحدث أن الإصابات التي وقعت لسكان منزله كانت طفيفة فهناك كدمات وحروق والجلطة التي أصابت احد أفراد عائلته لكنه عولج.
ويضيف: لقد تدافع الناس وكان هناك زحام كبير من اجل الإنقاذ لكننا الآن مشردون بين منازل أقاربنا ومعارفنا لم نجد تعويضات إضافة إلى تضرر منزلنا فقد تم سرقة ما كان بالمنزل من ذهب وفلوس وجنبية ثمينة يمتلكها الوالد وحقيقة اليوم لم نعد نملك شيئا.
لقد حضر أمين العاصمة وقال لنا أن لجنة الحصر ستأتي ونحن ننتظر على أمل أن نتخلص من المعاناة التي نواجهها الآن.

مساعدات آنية
بلقيس مسعد كحيل من سكان بناية ناصر المداح المبنى الذي اصطدمت الطائرة به قبل أن تستقر في المنزل المقابل أشارت في حديثها لـ(الثورة) إلى الدمار الهائل الذي خلفه سقوط الطائرة على منزلها فهي أرملة لثلاثة أولاد وتضيف أن الإعلام تجاهل الناس المتضررين من الحادثة واكتفوا فقط بنشر الحدث وكيف سقطت الطائرة والجرحى والشهداء لكن المشردين لم يتم الاهتمام بهم حتى الحكومة اكتفت بالتصريحات.
وتضيف قائلة : لقد اصطدمت الطائرة بمنزلي قبل أن تستقر في المنزل الذي يقابلنا وهناك دمار هائل لحق بنا, أوراق ثبوت وهويتنا بين انقاض لا ادري كيف سأستلم معاش المرحوم الآن أقطن بمنزل أختي التي تجاورني لكن إلى متى سأظل معها كما أن منزلها مهدد بالانهيار بسبب الحادث.
وأضافت: اليوم لا املك شيئاٍ لم يأت احد لمواساتنا لقد ألقوا نظرة وقيل أن لجنة الحصر آتية لكنهم لم يقدموا لنا أي مساعدة كإمدادات آنية كالطعام والملبس والشراب فأنا على هذه الثياب منذ ثلاثة أيام وأنا لن أتحرك من منزلي حتى يتم تعويضي أو أعمل اعتصاماٍ هنا ضد الحكومة.
عبدالكريم الحاج احد المواطنين في الحي ويمتلك محلاٍ متواضعاٍ للبهارات تحدث عن زحام الناس واكتظاظهم مكان الحادث مستغرباٍ من تباطؤ الإنقاذ حيث قال: اشعر أن هناك تباطؤاٍ وتساهلاٍ من الجهات المختصة نحن نعلم أن الطائرة الحربية فيها أشياء سرية وبالتالي من المفترض أن لا يقترب منها أي شخص أو مواطن إلا المختصين ونعرف أن مثل هذه الحوادث عندما تقع في أي دولة في العالم نرى أن رجال الأمن يضعون حاجزاٍ أمنياٍ يمنع دخول المواطنين أيضا المواطن لا يقترب من موقع الحادثة أما عندنا فقد اختلط الحابل بالنابل: الدفاع الجوي الفرقة الدفاع المدني أصحاب الأمن المواطنين المسئولين داخل الحي هذا كله أعاق العمل.
هلع وخوف
رائد الشيباني صاحب بوفية, قابلناه ولاحظنا شحوباٍ واصفراراٍ في ملامحه كان يقول جيرانه انه أصيب بمرض صفار الكبد جراء الفزع وأحد العاملين لديه تضرر نفسيا اكتفى بكلمات متقطعة أكدت أنه ما يزال في حالة ذهول مما حدث.
أحد شباب الحي الذي تطوع بإنقاذ الناس أشار في حديثه إلى أن أول عمل تم القيام به هو كسر الأبواب والشبابيك في المنزل الذي حرق وجلب سلالم لإنقاذ الناس منه, وأضاف أن الدفاع المدني لم يأت منذ بداية الحريق .. وأحد براميله كانت فارغة فاضطر إلى إملائه من احد (الويتات) المتواجدة في المكان .
الجميع أكد أن عدم وجود وحدة متخصصة في الكوارث ومجيء وحدات من مكونات عدة من الجيش والأمن إلى المنطقة سبب في إعاقة عمل المواطنين والمسعفين كما أن عدم معرفة كثير من المواطنين بأساسيات الإسعاف كانت أسباباٍ رئيسية في إعاقة عملية الإنقاذ وساهمت في زيادة وطأة الحادث إضافة إلى تأخر المساعدات للمتضررين.
وطالب الجميع بعدم عمل تدريبات عسكرية في أجواء المدن الرئيسية والمناطق المؤهلة بالسكان لتجنيب الناس حوادث مؤلمة.
تصوير / عادل حويس

قد يعجبك ايضا