القاضي/محمد الباشق
كل أعمال البشر عبر العصور مهما تنوعت مشاربهم الفكرية تكون إما لدفع مضره أو لجلب منفعة والوعي هو نور دفع المضار وسياج جلب المنافع والحفاظ عليه.
فمن وعى الحقيقة بذل في سبيلها كل نفيس والحقيقة في التعامل مع الحق معرفة به وحباله وشوقا إليه ومع الخلق رحمة بالكبار وسيف الانتقام على الأشرار والفجار وأهمية وعي هذه المرحلة وما نشاهد من الأحداث في الوطن والمحيط الإقليمي والعالم وأن البشرية على مشارف اسقبال مرحلة جديدة.
وطغيان أمريكا ومنظومتها الفاجرة وكبر وحلف الإعراب ومن معهم من المرتزقة والسفاح بين الكفر والنفاق الذي أنتج مسخا اسمه داعش الذي عاثوا فسادا في الأرض والعدوان والحصار المستمر على بلادنا والصمت العالمي كل هذه الأحداث تؤذن بانبلاج فجر جديد لا مكان فيه ولا مكانة للأعراب والأشرار فمن وعى أهمية المرحلة لن يكون له أي موقف متخاذل لأن بشائر النصر للمستضعفين قد تنفس صباحها غفل عن وعيها من عاش خاضعا لشهوات تتلاعب به الأهواء عياذ بالله القراء الكرام أن المؤمنين لديهم خاصية للوعي، فالحركة الواعية والسلوك الواعي تسبقه وترصده النية الواعية. إذن مهم جدا معرفة نوع الوعي ومصدره الإيمان المستقر الراسخ الثابت هو مصدر الوعي ومنطلقه وعي ادَم وحواء عليهما السلام مهمتهما في الحياة وان طريق هذا العمر يسير باالعبد فردا وأسراً وفق منهج الله وهذا يوجب الكفر بالطاغوت والذي رمزه والقائم الادل بدور الطاغوت في حياة البشر هو الملعون إبليس لذا.
فما حدث معهما من أكل الشجرة وما نتج عنه المعالجة لما حدث هو الإنابة إلى الله تعالى فسافر إلى قلب آدَم وحواء إلى رحاب الله منيبا فكان أهلاً أن يتلقى الكلمات التي بها قبول التوبة وصار هذا منهجا في الأولاد عموما.
إذاً الوعي الشرعي أساسه التوبة وبنيانه العمل الصالح بنيان مرصوص وعي سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام وآله ودوره وتحمل مسؤوليته وجعل الأصنام المحطمة حجة على سخافة من عبدوها.
فقام الصنم البشري نمرود بتجهيز نار أراد بها أن تلتهم حركة الوعي الإيمانية التي أشعلها خليل الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا وآلهم أزكى الصلاة وأتم السلام فجاءته العناية والرعاية الربانية تؤكد أن من ثمار الوعي في التحرك الدعوي عناية ونصر وتمكين من حيث لا يحتسب ولا يتوقع احد وكذا تحرك الكليم بقومه نموا بحر فجاء فرعون ذلك الزمان أشبه الناس به طاغية نجد سلمان بن عبدالعزيز كبرا وطغياناً وادخل البحر بعد المهاجرين بنبي الله موسى عليه وعلى نبينا وعليهم أزكى الصلاة والسلام فجاءت آيات النصر والنجاة وآيات الانتقام من الطاغية من حيث لا يحتسب أهل الإيمان وإذ بلماء الذي زعم عدو الله فرعون انه يجري من تحته جرت من فوقه فأغرقته وكل من معه من المعتدين ليصير بزهيمر الطغيان جسدا موجوداً في أحد متاحف مصر لينظر الناس إليه ومن يهن الله فماله من مكرم وحقا إن من لم يعي منهج الله في الخلق والحياة كان مصيره مخزيا ونهايته عبرة للعالمين.
فانتظروا أيهاالمعتدون ومن معكم، انتظروا بعقوبات وهوان وخزي وانتقام من الله عاجل وكبير وما يوم أخوكم فرعون منكم ببعيد .
وإن شاء الله نواصل الحديث معكم أيها القراء في الحلقة القادمة.