مزارعو الخضروات يتمكنون من مضاعفة الإنتاج وتخفيض الأسعار للسوق المحلي

بفضل التقنيات الحديثة:

تقرير – أحمد الطيار
لا يعرف المواطن اليمني لماذا استقرت أسعار كيلو الكوسة والخيار في الأسواق المحلية طيلة الشهور الماضية وحتى اليوم بحوالي 200 ريال فقط فيما يقول المزارعون في منطقة انس بمحافظة ذمار انهم يبيعونها في أسواق الجملة بـ100 ريال فقط ومع ذلك فهم يحققون قيمة مضافة مضاعفة عما كانوا عليه سابقا أي قبل عام بل وإنهم وفروا في التكاليف المنفقة على الحقول مايقارب %150 .
تلك كانت احدى التحديات التي نجح فيها المزارعون المنتجون لثلاثة محاصيل من الخضروات هي الكوسة والطماطم والكوبيش في ضوران انس حينما قرروا إدخال التقنيات الحديثة في زراعة محصولهم بمساعدة من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر ضمن مشروع توظيف الشباب وابل فكانت النتائج مذهلة.
ثلاث تقنيات تم إدخالها على حوالي 180 مزارعا في المنطقة وهي تقنية الري الحديث باستخدام الشبكات بالتنقيط ومادة المالش والشتلات والبيوت المحمية وهكذا زادت إنتاجية المزارعين بصورة مذهلة إذ تمكنوا من جني المحصول حوالي 17 مرة كما يقول المزارع علي الصيحي حين استخدموا الشبكات بدلا من ثلاث جنيات فقط سابقا حين كانوا يسقون الثمار بالغمر بالإضافة إلى إنتاج ثمار عالية الجودة كسبت قبولا في السوق لم يخطر على بال ويعتقد أن فرص تحقيقه قيمة مضافة خلال هذا الموسم وربما تتجاوز مليون ريال مقارنة بحوالي 300-200 الف ريال فقط سابقا.
علي الصيحي هو واحد من مزارعي وديان آنس بمحافظة ذمار كان على شفا الانهيار هو وأصدقاؤه وجيرانه المزراعون حين تضاعفت عليهم التكلفة لتصل إلى 700 الف ريال في الموسم لوحده دون تحقيق أي قيمة مضافة وهنا كانت الكارثة حين تفاقمت مشكلة المياه المخصصة للري لديهم.
يشير عادل المغني إلى أن اكثر من 3000 بئر ارتوازية جفت بالمنطقة فيما ارتفعت عليهم تكلفة الديزل إلى حوالي 900 الف ريال في الموسم ولم يعد بإمكانهم تحقيق تلك المبالغ من زراعتهم للمحاصيل الهامة من الخضروات التي دوما ما اشتهروا بها.
“مشكلتنا بدأت مع المياه حين جفت الآبار وارتفت أسعار المحروقات للمضخات ،فوجدنا انفسنا غير قادرين على زراعة ربع مالدينا من مساحة ،وبدأت فرص الزراعة لدينا تقل واتجهنا لزراعة القات ،قبل أن نبحث عن مخرج ،وكان خبراء من وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية “هكذا يقول الشيخ علي البارق شيخ المنطقة في حديثه للثورة الاقتصادي.
تدخلت وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر بدراسة مشاكل المزارعين فوجدت أن المياه وتوفيرها للري باتت هي المشكلة فتم إدخال تقنية الري بالتنقيط ضمن شبكات حديثة فكانت ثورة في حد ذاتها كما يقول المزارع هادي اللبني مشيرا إلى أن الري بالشبكة حقق له ميزات عدت أولها انه خفض الكمية من المياه %70 وثانيا انخفض استهلاك الديزل 70% فيما وفر حوالي أربعة براميل منها واستهلك ثلاثة فقط قيمة الواحد 80 الف ريال على الأقل وهكذا تدافع المزارعون لاستخدامها وتبنيها في مزارعهم.
وللتأكيد على النجاحات للمزارعين يشير المهندس عبد السلام عادل مطهر مشرف المشروع بمحافظة ذمار أن تدخل وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية جاء لدعم المزارعين في مناطق الإنتاج الزراعي التقليدي وتدريبهم على استخدام تقنيات حديثة تمكنهم من تعزيز الإنتاج والبقاء على أرضهم لزراعة محاصيلهم والحفاظ على الأرض الزراعية من التصحر خصوصا في ظل شحة المياه والمعاناة التي تقع على كاهلهم جراء جفاف المياه إذ أن منسوب المياه قل مما أدى لعزوفهم عن زراعة محاصيل الخضروات إلى القات.
ويشير إلى أن التقنية الحديثة تشمل إدخال أنظمة ري بالتنقيط عبر شبكات ري متخصصة توفر للمزارعين %50 من كميات المياه المستخدمة تقليديا بالإضافة إلى إدخال شتلات بعمر 45 يوما تساعدهم في تقليل التكلفة وتخفض من المدة للازمة للحصول على الثمار الناضجة من المحصول بسرعة وفي وقت قياسي.
وأشار المهندس مطهر إلى أن وكالة المنشآت الصغيرة انطلقت في دعمها للمزارعين من مشروع شبابي تم تمويله من البنك الإسلامي ويهدف لتدريب المزارعين عبر مخرجات برامج سلسلة القيمة والتي تم من خلالها تحديد المشكلة والمتمثلة في نقص المياه الخاصة بالري وعدم استخدام التقنيات الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية الهامة.
ويقول: تم أيضا تدريب المزارعين على استخدام مادة الملش البلاستيكية التي تعمل على المحافظة على الرطوبة يمنع التعشيب ونمو العشب وهو عبارة عن أكياس بالستيكية شفافة عالية الجودة توضع بمحاذاة جذور النبات وتمنع تسرب المياه وجفافها في الهواء وهو مايقلل من التكاليف ويحافظ على الرطوبة في جذور النبات مدة اكثر، بالإضافة لتقنية الشاش وهذه التقنية تمنع دخول الحشرات وتحميها من أضرارها كحشرة التوتا ابسلوتا التي تضرب محصول الطماطم وتفتك به مما جعل الثمار محمية وزادت بهجة ونظارة وتولد ثماره بشكل ممتاز.
وخلال الشهر الماضي تم إقامة ستة حقول مثلت مدرسة إيضاحية للمزارع في كل منطقة تمكنه من معاينتها والاستفادة منها عمليا بنقل التقنية من خلال الأشياء التي يشاهدها ويلمس فائدتها يوما بعد آخر.
ومن ضمن الاستفادة التي تدرب المزارعون عليها آلية البيع في السوق وطرق التسويق الحديث ليقوم بنفسه بمساعدة أسرته وإدماجها في العمل الاقتصادي الإنتاجي وكذا صيانة وتركيب شبكات الري وكيفية تصميميها واحتساب تكلفتها وجدواها الاقتصادية.

قد يعجبك ايضا