تحالف الغباء
طه زباره
عندما تشاهد أغنى دول الكون تركل مؤخرتها نحو المستنقع وتساعد في حفر لحدها بكلتي يديها حينها توقف برهة وسبح الخالق فلله في خلقه شؤون !
من يقود العدوان على اليمن رئيس نزلاء أحد الفنادق، يرتدي على عنقه طوق من العقال ويتمشى به السعودي على جثث اليمنيين الأطفال والنساء والشيوخ ويستعيض السعودي في تبرير جرائمه بنباح النزيل عن الشرعية.
بعدها يأتي الإماراتي من طرف الصحراء وهو تائه لا يعلم شيئاً ليشارك في معركة يعجز التاريخ بنفسه عن إيضاح أسبابها وإنما يشارك فيها فقط من باب “دعني أمارس الغباء عنوةً وبفلوسي”
ولكي يثبتوا أن تحالفهم لم يكن سوى اتفاق مبرم بين طرفين أحدهما أغبى من الآخر، يستند الإماراتي على شرعية بحاح أو كما يسمونه “المعزية الإماراتية” وتستند السعودية على شرعية هادي ومن هنا يبدأ مسلسل “صراع العروش” على التعيينات التي يطلقها هادي ويرفضها بحاح فيبدأ الحماس والاغتيالات والتصفية ويبدأ الصراع بين الأغبياء المتحالفين بالتجلي علناً وبلا استحياء .
ولكن بين كل هذه الطفرة وكل هذه الإمكانيات التي سُخرت لتحالف الغباء وانضمام أكثر من ثلث الكرة الأرضية في عدوانهم على شعب لم يكن ذنبه سوى فقره لم يكن ذنبه سوى بساطته وبؤس عيشه ليجلبوا كل مرتزقة العالم ويبيحوا قتله وتدمير ما تبقى من بنيته التحتية، بين كل هذا وذاك يبقى الصمود اليمني فلسفة تعجز مشيخات النفط وأربابها عن استيعابه.
فالفلسفة على الرغم من بروزها وتجليها كعلم إلاَّ انه يصعب تحديد مدلولها بدقة فهي مزيج يتعلق بممارسه عملية أو نظرية والسعي إلى معرفة مسائل جوهرية في حياة الإنسان. وأما الصمود فهو منع تحقيق الأمر المعادي وإبقائه تحت طائلة الصد والإلغاء. وما يميز اليمنيين عن غيرهم هي الطبيعة الديموغرافية التي جعلت من صمودهم فلسفة جغرافية يضج بها التاريخ في بطون كتبه ومن لا يقرأ التاريخ لا يفهم فلسفة الصمود اليمني وهو ما يحدث مع تحالف الغباء !