وقالوا

لحظة يا زمن

حضارة القرصنة
إن حضارة القرصنة كما أطلق عليها جارودي  لن تكون بأي حال خلاص البشرية , بقدر ما هي تكريس لأسوأ ما أفرزته الحقب السود, وأزمنة العسق في التاريخ ولعل “نعوم تشومسكي ” قد استبق بوش الابن بعدة سنوات عندما تنبأ بولادة القياصرة الجدد من صلب روما الجديدة وأغرب ما يمكن للمرء أن يصادفه  وهو يقرأ شهادات مضادة لهذه الكولونيالية الهجينة , هو مدائح الضحايا لجلادهم وكأنهم مصابون –بماسوشية “جلد الذات “- تجعلهم يتلذذون بالامتهان ويسبحون بحمد السياط المضفورة من جلودهم ,وذات يوم سيجد المؤرخون وثائق نادرة ممهورة بتواقيع الضحايا وهي تفضح عصرا انقلبت فيه الموازين , وأنعطبت البوصلات كلياً.
فما كان عن مزاعم وعن مستقبل الشيوعية حققته الرأسمالية في أعلى مراحل توحشها وها هو القاموس مقلوب تماماً , مادام الشر المحض هو الخير الخالص والعكس صحيح .
“خيري منصور ”
ركز الأمريكيون البيض الأغبياء جهودهم في صناعة الموت , بزعم تعليمنا الديمقراطية , فلم نتعلم شيئا وتعلموا هم درس انهيار اقتصادهم الذي جر وراءه اقتصاد العالم إلى الحضيض , بينما كان التنين الصيني يزحف بنعومة لعولمة العالم من قلامة الأظافر إلى السيارة والصاروخ , ومن يرى أسواق نيويورك أو القاهرة أو الرباط أو دمشق لا يمكن أن يشك في حقيقة العولمة الصينية للعالم .
هكذا هو الشرق دائما الشرق الأقصى أعني , سريع الحركة تحت أي نظام كان , فبينما كان اختراع “الترانزستوز ” أمريكياً أغرقت به اليابان العالم ولم يعد أحد يتذكر أن الأمريكيين هم أصحاب الاختراع الذي فكرت في استغلاله عسكريا أولاً,وصارت اليابان مركزا للالكترونيات وأرضاً مسحورة يتحول فيها السيليكون إلى نقود, ولم تلبث أن أشركت جاراتها الأسيويات في الثروة والنفوذ .
مقولات العولمة وفلسفة القوة هي الأخرى كانت من ابتكار مفكرين أمريكيين , وبينما اختار الأمريكيون شلالات الدم , اختار الصينيون تطبيق النظرية بالتجارة .
“عزت القمحاوي”

قد يعجبك ايضا