في وقت لم تكف وسائل الإعلام الغربية عن الحديث عن مدى فاعلية منظومة “إس 400” وطرق التغلب عليها والقدرة على اختراقها ترد معلومات تشير إلى قرب استلام القوات الروسية منظومة “إس – 500”
ويرى الخبير العسكري الشهير، عضو المجلس العام لوزارة الدفاع الروسية، إيغور كوروتشينكو، أن القوات الروسية يمكن أن تستلم في القريب العاجل نماذج تجريبية أولية لأحدث منظومات الدفاع الجوي “إس – 500”.
وقال في ختام الجلسة الموسعة لوزارة الدفاع التي عقدت يوم 11 ديسمبر الجاري إنه أصبح يولى اهتمام كبير لتصنيع أنظمة دفاع جوي – فضائي، وظهرت أرقام تتعلق بزيادة معدلات توريد منظومات الدفاع الصاروخي إس – 400 للقوات الجوية الفضائية الروسية.
وأشار إلى اقتراب الانتهاء من اختبار أول النماذج التجريبية لمنظومة الدفاع الجوية الصاروخية “إس – 500”.
وأضاف إنه “تظهر القوات المسلحة الروسية اليوم تقدما هائلا في 2014 – 2015م، إنها أحد أقوى الجيوش في العالم التي يمكنها ضمان أمن بلادنا لعقود قادمة”.
وكان قد أُعلن في وقت سابق أن بدء استخدام الجيل الجديد من منظومة الدفاع الجوية الصاروخية “إس – 500” سيكون في عام 2017م، وهذه المنظومة تعتبر طرازا حديثا لصواريخ أرض – جو بعيدة المدى وذات قدرة اعتراضية على ارتفاعات عالية.
وهذه المنظومة الواعدة ليست قادرة على ضرب الصواريخ البالستية فحسب بل أهداف جوية ومن ضمنها الطائرات والمروحيات والصواريخ المجنحة على مسافة 600 كيلومتر، كما أنها قادرة على التعامل في آن واحد مع 10 أهداف بالستية فائقة السرعة تحلق بسرعة 7 كم في الثانية، بالإضافة إلى القدرة على ضرب أهداف ذات روؤس حربية بسرعة تفوق سرعة الصوت.
وستتجاوز المنظومة إس – 500 في الخصائص إلى حد كبير سابقتها المنظومة إس 400 ومنافستها الأمريكية باتريوت ذات القدرة المتقدمة.
وفي سياق متصل ومع تسارع الأحداث في المناطق الملتهبة في العالم، يحاول الخبراء الروس والأمريكيون سرد التحليلات العسكرية بشأن قدرات البلدين العسكرية.
حيث يقول الخبير العسكري الأمريكي تايلر روغوي في مدونته Foxtrot Alpha :إن هناك بعض الخبراء العسكريين والصحفيين العسكريين الأمريكيين يعتقدون أن طائرة الحرب الإلكترونية الجديدة التي يطلق عليها “بوينغ اي إيه-18جي غرولير Growler” يمكن تسميتها “الدواء الشافي” من منظومة إس ـ 400، لكن الأمر ليس كذلك، فالطائرة وحدها يستبعد أن تتمكن من إرباك منظومة الصواريخ إس ـ 400 في وقت يمكن لـ”تريومف- إس 400″ ضرب الطائرة غرولير في حال دخولها مجال حيز منظومة واحدة على الأقل.
ويضيف :”قدرات الولايات المتحدة الفريدة في مجالي الحرب الإلكترونية والتشويش على محطات الرادار لا تكمن فقط في الطائرة Growler لكن أيضا في غيرها من المنصات والأنظمة المساعدة، فهذا نظام بيئي حربي معقد تدخل فيه أجهزة الطيران التجسسية والحرب الإلكترونية وقرصنة المعلومات والتشويش الفعال على أنظمة الدفاع الجوي والتشويش على أنظمة الهجوم التابعة للعدو وأجهزة الطيران المتخفية والذخيرة بعيدة المدى التي يمكن استخدامها خارج نطاق قدرة أسلحة العدو.
من جهته قال المحلل العسكري الروسي ميخائيل خوداريونك تعليقا على ما جاء في تدوينة روغوي إنه يتفق مع ما جاء فيها، مشيرا إلى حرفية الأمريكيين وتدريبهم العالي في إدارة الحرب الإلكترونية، “الولايات المتحدة رائدة في إدارة الحرب الإلكترونية، ولديها تكنولوجيا التشويش الأكثر تقدما في العالم، ولا يكررون مبتكراتهم من صراع إلى صراع، وبالتأكيد أن لديهم مفاجآت لخصمهم المقبل”.
ويضيف خوداريونك :إن التشويش المنظم أكثر الأسلحة رعبا لأسلحة الصواريخ المضادة للطيران، مشيرا إلى إعلان تركيا عن امتلاكها محطة أرضية منشورة للتشويش الراداري من نوع كورال Koral التي من غير المعلوم حتى الآن خصائص التكتيك الأدائي لها.
ومع كل ذلك يرى مراقبون أن دخول منظومة “إس 500” الجديدة إلى الخدمة العسكرية سيغير قواعد اللعبة في المجال العسكري لصالح روسيا الاتحادية، إذ أن هذه المنظومة تتمتع بمناورة ومواصفات تفوق أشهر المنظومات الغربية، لكن غالبية مواصفات المنظومة الجديدة لا تزال طي الكتمان، ولا يسارع الروس لاستخدامها وذلك للحفاظ على سابقتها إس 400 على التفوق أمام منظومات الخصوم.
*نقلا عن موقع روسيا اليوم RT
Next Post