متى بدأ العدوان وأين انتهى ؟؟
بقلم .. علي العماد
إن المنظومة الدولية تستكمل إستراتيجيتها المبنية على إدخال المنطقة برمتها في فوضى وخاصة تلك الدول التي تمتلك امتداد جغرافي واقتصادي وعلى رأسها اليمن والعراق وسوريا والمملكة السعودية وسلطنة عمان ومصر وتركيا وغيرها.
فلو تأملنا ولو بشكل سطحي مجريات الأحداث في اليمن سنلحظ أن الفرصة كانت سانحة للإدارة الأمريكية لتاسيس نموذج عملي عميل عبر سلطة هادي وأحزاب المبادرة الخليجية الذين تجلت فيهم أعلى نماذج العمالة فقد تفاخروا بالانتساب للجنة الخاصة السعودية وتغزلوا بالدرونز وبالتدخل الخارجي كحل سياسي وأمني وحيد و… !!!
رغم هذا المستوى من الانبطاح فقد عمد أربابهم على تشويه حكومة السبت بشكل مباشر من خلال الإشارة علنا عبر المنظمات الدولية ومجلس الأمن والأمم المتحدة ومنظمة الشفافية العالمية ووصفوها بالحكومة الأكبر فسادا في العالم إضافة الى تصريحات البنك الدولي حول انهيار الاقتصاد اليمني وقرار الجرعة … الخ
أما الصورة غير المباشره فعبروا عنها إعلاميا وعبر تفعيل الجماعات المتطرفة وتغذية الصراعات الداخلية والعمليات الإرهابية المتمثلة بالاغتيالات والتفجيرات واستقطاع الأراضي كحضرموت وغيرها وتتويجا لهذا الدمار سعوا إلى استصدار مسوغ قانوني عبر مسودة دستور بن مبارك التي قسمت اليمنيين مناطقياً ومذهبيا وطائفيا – أصحاب صنعاء وأصحاب تعز ومطلع ومنزل وزيود وجباليه – سبق ذلك ضرب مركز الدوله وأدواتها حتى لا تتمكن من الحفاظ على الوحدة الاجتماعية والجغرافية وعلى رأسها المؤسسات المالية والجيش والأمن تحت مسمى الهيكلة وتعطيل قدراته الاستراتيجيه بمعنى ان قوى الهيمنة العالمية سعت إلى أن يقتصر دور حكومة المبادرة على تكريس حالة الانهيار والفشل الأمني والاقتصادي والاجتماعي في نفسيات الشعب ووعيه .. كل هذا حدث قبل العدوان وفي أوج سطوة حكومة هادي المعترف به والمدعوم خليجيا ودوليا !
ومن ذلك كله يتضح أن إستراتيجية أمريكا وعملاءها هي تدمير الدول وإدخال المنطقة في فوضى وانه من الغباء بمكان ان يعتقد البعض أن مشكلة قوى الاستعمار هي مع مكون بسبب علاقاته المحلية أو الدولية لأن حقيقة الصراع تكمن في الإرادات والمشاريع مع من يسعى لإعادة بناء الدول ذات القدرة والقوة والاستقلالية لأنه عندما شعرت الولايات المتحدة الأمريكية وأذنابها في المنطقة أن هناك من يسعى ويعمل على بناء الدولة اليمنية وترسيخ مبادئ السلم والشراكة ورسم خارطة طريق لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني وثورة فبراير وسبتمبر قامت بشكل مكشوف وفاضح للمنظومة الدولية والمجتمع المدني بإعلان الحرب من طرف واحد وبصورة استعلائية وانتحارية.
وبغض النظر عن ما يقال في أنصار الله من خزعبلات إلا ان التجارب والمحن أثبتت أنهم حملة مشروع وطني يعلمه حتى تلك النخب السياسية الحاقدة الذين يدركون أن أنصار الله هم من وضعوا رؤية واضحة في مؤتمر الحوار لبناء الدولة وهذا ما أكده المبعوث الأممي جمال بن عمر في حينه وأنا على يقين أن نهاية العدوان كانت يوم تدخله بصورة مباشرة وبدون رتوش – مرتزقة دواعش عملاء مبادرات – وان هذه المرحلة رغم قساوتها لكنها هي اللبنة الرئيسية لتأسيس مشروع بناء الدولة اليمنية القوية المقتدرة ذات السيادة والاستقلال.