لحظة يا زمن..الفرص الفالتة
الوظيفة الوحيدة للذاكرة تكمن في مساعدتنا على الندم ”
“سيوران”
يتساءل الآن .. بعد أن زلج العمر تعود به الذاكرة “ريوس”.
يحاول في تساؤلاته.. أن يحصى الفرص الضائعة ..لم تكن الحياة بخيلة معه أمنت له المصادفات والإيماءات والإشارات ..وأين مكامن اللذة والجمال .
ويتأمل الآن ..كيف لم يمسكها في الحين !
أمور مضت ولن تعود, لكنها الخيبة مجدداً .. حتى وهو في غمرة التأملات الفالتة.. مازال يسأل ويستفسر ..وكأن بالزمن عائداً إليه .
يتساءل .. عن تلك الوجوه الجميلة التي قابلها ..وهو عابراً المنعطفات والمنحنيات ..أمازالت تلك الوجوه ؟
وهل باستطاعته لو وجدت الإمكانيات أن يذهب إليها في أطراف العالم ..ويسائلها ..كيف الحال ؟
وكيف مضت معها الحياة ؟
هل كانت الخيبة والمرارة من حظوظها ..كما هو .؟
أم يا ترى تبدلت الأحوال وسارت على ما يرام ؟
يعرف تماماً..وباليقين والتأكيد ..وتلك التساؤلات التي تسبح الآن في ذهنه وذاكرته المراوغة .. تجره من خطامه يعرف تماماً والآن أن الحياة مجرد خطفة خاطفة .. بارقة برق.
وهو مذعن ومستسلم لجبروت الذاكرة .
يصرخ محتجا عليها ..واه ما كان أجمل الحياة وحتى الآن وهو يطلق الآه ما أجمل التأسفات.. وقد زلج العمر وعطفه وطواه في زغنه .. ورغم أن تلك التساؤلات وهي تطوف في ذهنه تحسب عليه مجرد تسلية أو مجرد العاب ذهنية رغم كل ذلك تنكع التساؤلات الأخرى ..وكأن التساؤل والتساؤلات الذهنية تتناسل عبر الثانية والدقيقة وأنها من صميم .. سيرورة الزمن وجوهر الحياة .. الذي يسلم من يد إلى يد .. في مضمار الألعاب .
أهي الأقدار والمصائر التي تكتب .. على جبين كل متسابق أو أنها الحياة هكذا وطبيعتها فلا مناص من مخالفة الأوامر والأقدار .