تقرير:إبراهيم السراجي
تمارس منظمة أطباء بلا حدود الدولية في اليمن أعمالا إنسانية إلى جانب عملها الطبي وتقديم الأدوية والمستلزمات الطبية والتدخلات الجراحية حيث يتسع نشاطها ليشمل تقديم الخدمات للنازحين وتوفير المياه والمواد الغذائية كما تنسق مع وزارة الصحة لتقديم المساعدات العينية للمستشفيات وتدريب العاملين في مجال الصحة على مواجهة الحالات الناتجة عن الحرب.
ومنذ بداية العدوان السعودي على اليمن إلى اليوم توسعت المنظمة في نشاطها في العاصمة صنعاء ومحافظات صعدة وحجة وعمران وتعز وإب والضالع وعدن حيث تركز عملها على تقديم المساعدات الطبية لمصابي الحرب وتقوم بالتدخلات الجراحية لضحايا الغارات التي يشنها تحالف العدوان السعودي حيث عالجت المنظمة أكثر من 80 ألف حالة بينهم 16 ألفا من جرحى الغارات في مختلف المحافظات التي تعمل فيها.
وفيما تحالف العدوان السعودي يفرض حصارا شاملا على اليمن منذ تسعة أشهر منع خلالها دخول الأدوية والمستلزمات الطبية مما وضع آلاف المرضى في اليمن معرضين لموت محقق بالإضافة إلى تدمير عشرات المستشفيات والمراكز الصحية ولأن دول العدوان تريد الحفاظ على الوضع المأساوي القائم في القطاع الصحي باليمن فقد أضاف طيران العدوان طواقم ومنشآت منظمة أطباء بلا حدود في قائمة أهدافه.
المنظمة أنشأت عددا كبيرا من المخيمات الطبية وشغلت مراكز صحية ومستشفيات لاستقبال الحالات المرضية بكل اشكالها وأهمها الجرحى والمصابون غير أن المنظمة وطواقمها تعرضوا لأخطار محققة من قبل العدوان كان أبرزها تدمير مركز صحي تابعا لها في مديرية حيدان بغارة جوية لطيران العدوان الذي شن أيضا ثلاث غارات على عيادة للمنظمة بمنطقة الحوبان في تعز ما أسفر عن إصابة تسعة اشخاص بينهم اثنان من العاملين في المنظمة.
وقد أصدرت المنظمة بياناً رسمياً الخميس الماضي قالت فيه أن طيران العدوان السعودي شن صباح الخميس ثلاث غارات على عيادة تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود في جنوب اليمن مما أدى إلى جرح تسعة أشخاص من بينهم موظفان في المنظمة.
وبحسب بيان المنظمة فإن طيران العدوان شن غاراته على العيادة مع سبق الإصرار والترصد في عمل متعمد يهدف إلى إيقاف عمل المنظمة باستهداف منشآتها وطواقمها بغارات مباشرة حيث يقول البيان أن طيران العدوان شن غارات على “حديقة عامة في منطقة الحوبان بمدينة تعز، والتي تبعد مسافة كيلومترين عن عيادة منظمة أطباء بلا حدود، مما أجبر طواقم المنظمة على إخلاء العيادة وإعلام التحالف السعودي أن الطائرات الحربية التابعة له تشنّ هجوماً بالقرب من عيادة أطباء بلا حدود إلا أن العيادة نفسها ما لبثت أن تعرضت للغارات”.
وأضاف بيان المنظمة أنه “وإثر هذا القصف نُقل الجرحى ومن بينهم شخصان حالتهما حرجة إلى مستشفيي القاعدة، والرسالة المدعومين من قبل منظمة أطباء بلا حدود لمعالجة جرحى الحرب”.
ونقلت المنظمة في بيانها إفادة من قائدة الفريق الطبي في تعز نورا الشيبي والتي قالت : ” كنا في مركز الطفل والأمومة التابع لمنظمة أطباء بلا حدود والذي يبعد مسافة كيلومتر واحد عن عيادة الحوبان حين سمعنا أصوات الانفجارات التي أحدثت حاله من الهلع. لذا كان علينا أن نخلي الطواقم الطبية بأسرع وقت ممكن.”
موظفو المنظمة في تعز وعقب الغارة لم يتوقفوا عن أداء أعمالهم حيث يوضح البيان أنهم ساعوا إلى “تقديم العلاج الطارئ إلى المصابين في هذه الغارات الجوية”.
وتؤكد المنظمة أن تحالف العدوان السعودي كان “على علم تام بمكان وزمان النشاطات التي تقوم بها منظمة أطباء بلا حدود في منطقة الحوبان.
ويفيد رئيس بعثة أطباء بلا حدود في اليمن جيروم ألين: “بأن المنظمة تشارك احداثيات مواقع العيادات التابعة لها والتي تدعمها بشكل دائم مع التحالف السعودي والتي كان آخرها يوم الأحد 29نوفمبر” أي قبل الغارة التي استهدفت عيادتهم بأيام. حيث جرى اعلام تحالف العدوان بمكان وزمان نشاط المنظمة في منطقة الحوبان ولذلك يرى رئيس بعثة المنظمة أنه “من المستحيل ألاّ يكون التحالف على علم بوجود نشاطات للمنظمة في هذه المنطقة.” على حد تعبيره.
وفي السادس والعشرين من أكتوبر الماضي دمر طيران تحالف العدوان السعودي مستشفى تابعا لمنظمة أطباء بلاحدود في منطقة حيدان بمحافظة صعدة والذي يعد آخر مستشفى في تلك المنطقة وحرم أكثر من 200 ألف نسمة من الخدمات الصحية والطبية التي تقدمها المنظمة.
وأوضحت المنظمة في حينه ان “المستشفى الصغير الواقع في مديرية حيدان التابعة لمحافظة صعدة لعدة ضربات جوية بدأت الساعة العاشرة والنصف ليلا، وقد نجح طاقم المستشفى ومريضان في الفرار قبل أن تتالى الضربات على مدار ساعتين. وكان أحد أفراد الطاقم قد أصيب بجروح طفيفة أثناء فراره، فيما دمر المستشفى وأضحى ما لا يقل عن 200,000 نسمة دون سبيل لخدمات الرعاية الطبية المنقذة للحياة”.
واعتبر رئيس بعثة المنظمة بصعدة حسن بوستين تلك الحادثة على أنها” مثالٌ آخر على التجاهل التام للمدنيين في اليمن الذي أصبحت فيه القنابل من روتين الحياة اليومية”. كما علقت المنظمة على انكار تحالف العدوان لتلك الحادثة بالقول :”انه ورغم إنكار التحالف الذي تقوده السعودية، إلا أنه ما من شك في أن قوات التحالف قد قصفت ودمرت مستشفى تدعمه منظمة أطباء بلا حدود في مدينة حيدان اليمنية”.
وقال لوران سوري، رئيس عمليات الطوارئ في المنظمة: “السلطات السعودية تنكر الحقيقة البيّنة المتمثلة في تدمير المستشفى، وهذه دلالة خطيرة بالنسبة للشعب اليمني ولأولئك الذين يحاولون مساعدته. فكيف لنا أن نستقي العبر مما حدث ونحن أمام هذا الإنكار؟ وكيف لنا أن نستمر في العمل دون أي شكل من أشكال الالتزام بحماية المرافق المدنية؟”.