تحقيق – زهور السعيدي
ليس غريبا على المرأة اليمنية أن تكون اليوم في طليعة القوى المجتمعية الفاعلة في مواجهة العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على اليمن والذي دخل منذ أيام شهره التاسع..وليس جديدا أن نرى في زماننا هذا حفيدة بلقيس بنت الهدهد وأروى بنت احمد الصليحي وهي تضع بصمات ملموسة دفاعا عن الوطن وسيادته واستقلاله وكرامة أبنائه ضد قوى الغزو والاحتلال وأذيالهم وعملائهم من المرتزقة والمأجورين فهذه المرأة الأبية تستند الى تاريخ حافل من النضال طوال مسيرة الكفاح الوطني في تاريخ اليمن قديمه وحديثه والذي نسجت خيوط مجده وانتصاراته جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل لتكون الثورة اليمنية المجيدة”سبتمبر-اكتوبر-نوفمبر”شاهدا حيا على عظمة هذه المرأة وعظمة عطاءاتها الوطنية المتجددة عبر مختلف المراحل والعصور.
الاستقلال المجيد
الأسبوع الماضي احتفلت الجماهير اليمنية بحلول الذكرى الـ48لعيد الاستقلال المجيد الـ30من نوفمبر الذي أعلنت فيه الإمبراطورية البريطانية في العام 1967انهاء احتلالها لليمن ورحيل آخر جنودها بعد استعمار دام لـ129عاما.
رحيل المستعمر البريطاني عن جزء غالٍ من تراب اليمن الطاهرة وهو صاحب دولة عظمى قيل عنها في ذلك الزمان بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب الشمس عن أراضيها لم قرارا سياسيا أو إجراء طبيعيا كما حاول المحتل القديم تسويقه وتبريره حينها وإنما كان اضطراريا وبعد ان دفع اثمانا باهظة وخسائر فادحة في صفوف قواته وهيبته على أيدي أبطال اليمنية الباسلة رجالا ونساء والذين خاضوا معركة مقدسة ضد المحتلين الغزاة لعدة سنوات قبل ان يتوجوا تضحياتهم تلك بطرد آخر جنود الاحتلال في الـ30من نوفمبر واعلان الاستقلال الوطني بعد تطهير ارض اليمن من دنس وشرور هذا الاحتلال الأجنبي.
نساء صنعن أمجاد اليمن
إنجاز الاستقلال الوطني كان استحقاقا يمنيا عظيما وقد شاركت المرأة اليمنية جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل في صنع هذا اليوم المجيد من تاريخ اليمن المعاصر.
ويشير الباحثون والمهتمون برصد مسيرة العمل الوطني في اليمن الى ان المرأة اليمنية لعبت دوراً مهماً في مرحلة الكفاح ضد الاستعمار البريطاني ،المسلح ..واسهمت بشكل فاعل في جهود الدعم والمساندة بمختلف اشكالها حيث عملت نساء اليمن في تلك المرحلة الصعبة على إيواء الفدائيين في منازلهن،رغم المخاطر والتهديدات التي كان يوجهها المحتلون إلى كل من يبدي أي تعاون مع الفدائيين ورجال المقاومة. كما كانت للمرأة اليمنية بصمات ملموسة في التصدي للاستعمار البريطاني عبر الطرق السلمية مثل المشاركة الفاعلة في المسيرات والاعتصامات والإضرابات التي أربكت دولة الاحتلال وأفقدته توازنه كما أسهمت النساء في تقديم الدعم المادي والعيني وكان كثير من هؤلاء الأبيات يفعلن ما تفعله المرأة اليمنية الآن وهي تواجه العدوان السعودي وذلك ببيع الذهب و من أجل دعم مسيرة النضال قبل أن تنخرط الكثيرات منهن في الكفاح المسلح والمشاركة الميدانية المباشرة في قتال جنود الاستعمار البريطاني.
ويذكر تاريخ الحركة الوطنية على هذا الصعيد المناضلة دعرة بنت سعيد التي شاركت في حراسة المناطق المحررة من السلاطين والمشايخ والأمراء وكذلك المناضلات سلوى مبارك وانيسة عبود،و سعاد يافعي، وانيسة الصائغ، وفتحية باسنيد، وحياة عوبلي، وإلهام عوبلي ، وسلوى سليمان أحمد ، وانيسة وشقيقتها رجاء سليمان ,وعائدة علوي، ونجوى مكاوي..وغيرهن الكثير والكثير من اليمنيات العظيمات ممن سجلن أسماءهن بحروف من ذهب في سفر المسيرة الوطنية المتجددة والظافرة.
في مقارعة العدوان
وعلى خطى الرائدات اليمنيات في مسيرة العمل الوطني تقف المرأة اليمنية اليوم في طليعة القوى المجتمعية في مقارعة العدوان السعودي والتصدي لقوى الغزو الجديد..وتقول الناشطة الاجتماعية والحقوقية إمارات صبر :إن النساء سجلن مواقف وطنية مشرفة في مواجهة تحالف العدوان والاحتلال الحالي.
وتضيف صبر في حديثها لـ”الأسرة” رأينا المرأة تتصدر الفعاليات المناهضة للعدوان سواء كانت مظاهرات أو وقفات احتجاجية أو من خلال الندوات والأنشطة التي أقيمت ولاتزال تقام تنديدا بوحشية العدوان السعودي وللمطالبة بوقفه ورفع الحصار الجائر..كما ان هذه المرأة الحضارية العظيمة كانت لها الدور المؤثر في دعم ومساندة أبطال الجيش واللجان والشعبية في مختلف جبهات القتال سواء في داخل الوطن حيث دفع الغزاة الجدد بأعداد من مرتزقتهم وعملائهم أو في جبهة ما وراء الحدود في الأراضي اليمنية المحتلة في عسير وجيزان ونجران وذلك من خلال تسيير عدد من قوافل الدعم الشعبي التي أثبتت المرأة اليمنية مجددا حرصها على الإسهام الفاعل في معركة الدفاع عن الوطن وسيادته وكرامة أبنائه, وقد رأى الجميع قد تسابقت نساء اليمن على التبرع بالمال والذهب وتقديم كل غال ونفيس من اجل تراب الوطن الغالي وهي المواقف التي لا شك سيسجلها التاريخ في انصع صفحاته.