هل سيُفشلون الحوار؟
أحمد الاكوع
مفاوضات جنيف الأولى أجهضوها وأرادوا أن تكون لهم الغلبة على الشعب اليمني مع أن الأمور واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن العدوان بدأ في 26 مارس وكانوا يريدون أن يسيطروا على اليمن في خلال أسبوع أو أسبوعين وينتهي العدوان لكنهم لم يدركوا أن اليمن شعب قد تصدى من أقدم الأزمان لجحافل الغزاة ولم يتمكنوا من إخضاعه أو السيطرة عليه وبالرغم من أن العدوان السعودي الأمريكي قد امتلك اعتى الأسلحة المتطورة وفي مقدمتها السلاح الجوي الذي استغلوه لضرب اليمن ليلا ونهارا ولعدم قدرة اليمن على مواجهة هذا السلاح الجوي لأن عملاءهم كانوا قد دمروا كل ما يمتلكه اليمن من طائرات وطيارين قبل عاصفتهم المزعومة ودمروا كل مقومات اليمن من رادارات وغيرها بواسطة أكبر العملاء عبدربه منصور الذي كان الشعب قد وثق فيه باعتباره كان يشغل نائبا لرئيس الجمهورية وكان صالح هو الذي أوصله إلى هذه الدرجة التي لا يستحقها وجازى الشعب اليمني بالعدوان عليه وتدمير ما بناه من عام 62م إلى اليوم, بالإضافة إلى قتل أطفال اليمن ونسائها ورجالها الأفذاذ وكان المفترض من السعودية وأمريكا أن يستجيبوا لنداء العقل ويعملوا على إنجاح المفاوضات لأن الحرب مهما استمرت فإنها تفضي في النهاية إلى المباحثات والحلول السلمية، فإذا كانت مفاوضات جنيف واحد قد أسقطوها بفعل التعنت السعودي وتشجيع أمريكا لهم لأن البيت الأبيض هو الذي سينهي هذه الحرب ويفك الحصار عن اليمن وتصبح الأمور تحت المجهر ومعرفة من هو المخطئ ومن هو الذي على الصح اذ لا بد للمخطئ أن يعترف بأخطائه كأمر مسلم به, أما إذا أسقطوا هذه المحادثات أي مباحثات جنيف رقم اثنين فإن المسؤولية تقع على السعودية وأمريكا بالإضافة إلى بريطانيا الحليف القديم الجديد للسعودية وبعض دول الخليج الذي أعطت فلسطين لليهود بما يسمى (وعد بلفور) ولا بد أن يتحمل هذه المسؤولية الأمم المتحدة وعلى وجه الخصوص مجلس الأمن الذي بيده سلطة إنهاء الحروب ولم يعد مجزيا لهم ادعاؤهم أنهم يحاربون الحوثيين وصالح على زعمهم, مع أن الحقيقة واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار أن العدوان منذ بدء في 26 مارس الماضي كان يستهدف الشعب اليمني بكامله وقد استهدف بنيته الأساسية وللعلم أن الشعب اليمني هو جزء من هذه الأرض وعضو من الإنسانية وقطعة من الكون بحيث لا يمكن عزله عن الأرض وعن الأمم المتحدة وهو أحد أعضائها المؤسسين كما هو حال الجامعة العربية والأمة اليمنية تريد أن تأخذ من العالم النور والعرفان وليس الموت والقتل وسفك الدماء البريئة بالقنابل العنقودية والتشطيرية لأن العالم أخذ هذا النور من اليمن في القديم بل يريد أن يستعيد بالعقول المفكرة والعلوم الفنية التي توجد في الأمم الأخرى كما استعانت الأمم في القديم بعبقرية الآباء والأجداد وعقولهم وعلومهم وفنونهم, لكن أمريكا وحلفاءها اليوم لا يريدون ان يعيش اليمن على هذه الأرض كما يعيش غيرها في أمن وسلام, وأرادوا تدمير اليمن بدون وجه حق في حرب عبثية لا هدف منها وهذا لا يمكن أبدا فلا يمكن لهم ولا لأي قوة على وجه الأرض أن تبيد شعباً بالحقد والضغينة, فاليمن تريد للعالم كله الحياة وهؤلاء يريدون لها الموت.
شعر:
من قصيدة للمرحوم عبدالله حمران يرثي الشهيد محمد أحمد نعمان:
ما هالني أن مات لكن هالني
الموت غايتنا ولكن ليس من
تبت يد الغدر الأثيم فكم بها
ولكم تفجعت الشعوب بحقدها
وحشية نكرا وحقدا اسود
حقد الجناة المجرمين الموعد
مهج أصيبت للرجال وأكبد
لله ما يجني الغدور الأحقد.