اليمن في أتون الحرب العالمية الأولى
في عام 1914م اندلعت الحرب العالمية الأولى ودخلت اليمن في أتونها واكتوت بنارها، ليس إلا للتواجد الاستعماري على أرضها، فقد وقفت تركيا إلى جوار ألمانيا، كما وقفت بريطانيا إلى صف الحلفاء، واستعد العثمانيون لخوض المعركة لزيادة نفوذهم على حساب البريطانيين في جنوب اليمن، فقاموا باستغلال بعض النوايا الحسنة لدى اليمنيين وبتأثير الإسلام عليهم فدعوهم للتطوع في صفوفهم والتعاون على تطهير اليمن من رجسهم بموجب ما أفتى به شيخ الإسلام في الاستانة بالدعوة إلى الجهاد لتحرير الإسلام.
وقد كان الاستعداد العسكري للعثمانيين وقتذاك في اليمن يقوم على جود فرقتين عسكريتين كاملتي العدد والعدة، حيث زحف الجانب الأكبر منها بقصد التوغل جنوباً وطرد الانجليز من الجنوب اليمني والحلول محلها!!
وزحفت القوات التركية نحو المناطق الجنوبية حتى بلغت الحوطة في لحج دونما مقاومة تذكر، واحتلتها في 5 /7 /1915م ولم تدخل في معركة مسلحة إلا في منطقة الدكيم، وواصلت القوات التركية الزحف حتى وصلت إلى مدينة الشيخ عثمان.
فقد تمكنت القوات البريطانية من استرداد المدينة في 20 /7 /1915م، وبذلك تراجعت القوات العثمانية نحو الحوطة ورابطت فيها، ثم تم دحرهم من المناطق اللحجية جميعها وتجمد نشاطهم على أبواب عدن.
وخلال الحرب العالمية الأولى دخلت الحرب إلى معارك بحرية وقصف للمدن وعدم إحراز نصر حاسم لأحد الطرفين، وقد جرّت الحرب على اليمن الخراب والدمار.
فقد تعرض العديد من المدن اليمنية للقصف، إذ ضرب الانجليز في تاريخ 10 /10 /1914م الشيخ سعيد ليدمروا الآبار والحصون والمستودعات فيها، كما تعرض ميناء الحديدة لضرب مدفعي شديد من قبل الايطاليين والبريطانيين في آن واحد من عام 1914 وحتى 1915م مما ترك آثاراً مدمرة في المدينة.
واكتفى بهذا النشاط العسكري مع دعم المتعاونين في منطقة نفوذ الطرف الآخر الطابور الخامس.