ن … والقلم.. حتى ندرك ….!!!
معظم الأحيان نعطي أنفسنا أكثر ليس مما نستحق , بل مما نحن عليه !!! , والسؤال كيف ؟؟ قرأت ذات تحليل سياسي لفارع المسلمي وهو محلل لدى معهد كارنيجي للسلام , وله فرع في بيروت وقد سأله سائل عما يفعله لنا كبلد السفير الامريكي السابق من أطلقت أنا عليه هنا الشيخ فايرستاين أو شيخ المشائخ من كان له في كل ديوان أثر , قال المسلمي أن فايرستاين حقق لنفسه نجاحا شخصيا وترفع في وزارة الخارجية الأمريكية , ولم يعد مشغولا باليمن كما نتصور , إلاَّ بمقدار أهميتنا للمصالح الامريكية . نظل نبالغ بموقعنا الاستراتيجي (( الهام جدا جدا )) وباب المندب , وأن العالم لا شغل له سوى (( اليمن )) – من بعد النقطة الكلام لي – , نظل نعطي أنفسنا ما هو أكبر من حجمنا ونبالغ وقت القات تحديدا حتى نصل إلى مستوى أن يقول بعض المخزنين أنه لولا اليمن ماكان العالم , أو كما قال أحدهم : اليمن أصل العالم وقد قال ذلك أوباما !!! , طبعا باعتبار أوباما حسين أصل والده من كينيا وأصحاب الأعبوس هناك وقدس كثيرين !!! . ذلك ما يعطينا معظم الوقت ضوءاً أخضر للتعامل على أننا دولة عظمى , وأن على العالم أن يُدرك ذلك , وإلى أن ندرك أننا بلد متخلف ومن العالم الثالث عشر سنظل ندور في الحلقة المفرغة , ولن نخرج منها إلاَّ متى ما أدركنا حجمنا وتصرفنا وتعاملنا بوحي من ذلك الادراك , أما الذات المتضخمة التي نحن عليها فلن تخرجنا إلى طريق !! , وقد تأتي لحظة ينسانا فيها هذا العالم الانتهازي وهو من ظل يطبل لـ(( ديمقراطيتنا التي لم يوجد مثلها في الأرض ولا في السماء )) وهو يعرف أن ما يقوله مجرد هراء , لأن الأمر في الأخير لا يهمه , وهو يعلم علم اليقين ما هي عليه ديمقراطيتنا واننا اُلبسنا قميص أكبر من حجمنا ظللنا نلف داخله مثل أصحابنا السودانيين أصحاب الثوب الأبيض أبو جيبين في الوجه وفي القفا !!!! .لا يعني أن اليمن بلد ليس له أهمية , بل هي قائمة , لكن يجب الا نبالغ , فالغرب تحديدا يُدرك أين مصالحه , ويعرف كيف يصل إليها ويحول الجميع إلى مجرد أدوات بها ومن خلالها يحافظ على مصالحه ويحول العالم المتخلف إلى مجرد عمال مياومه لديه , هذا الغرب ((يرقٍصْ)) العالم والمتخلف منه تحديدا بآلته الاعلامية الضخمة , يرفع بها من يريد ويذهب بمن يريد إلى أعماق الأرض أين تكون المياه الآسنة !! , قد يقرر هذا الغرب فجأة تركنا كما فعل في الصومال , أو في حرب الخمسة عشر عاما في لبنان , إلى أن نُهلك بعضنا , وبعدين احتاج لنا كان بها وأن لم فإلى الجحيم , بما يتعلق بباب المندب فقد أمن العالم نفسه في الممر ولن يستطيع كائن من كان من المتخلفين مجرد الاقتراب منه , إذا والأمر كذلك سنظل في حالة احتراب حتى نهلك , والعالم يبحث عن ملاعب بديلة يصفي فيها حساباته , ونحن على ما يبدو من الملاعب المختارة للتصفيات النهائية , أن الرهان على توازنات العالم لتحقيق مكاسب داخلية لن يؤدي إلا إلى مزيد من الارتهان , وما لم نتعظ ونجد صيغة للتفاهم يمنيا , وهذا يتطلب قدرا هائلا من الذكاء لاقناع أصحاب المصالح بضرورة أن يتركنا نجد الحل لمصيبتنا بأنفسنا فلن نخرج من المحنة , وأنا أشك أن نسعى إلى ذلك , وأن يوافق من أختارونا ملعباً لممارسة لعبة كرة القدم حيث نحن مجرد جمهور مبالغ في التشجيع .